كأن بنات الدهرِ ترقصُ بالكفنْ

لكلِّ ابتهاجٍ في صدى صوتهِ شجنْ
كأن بنات الدهرِ ترقصُ بالكفنْ

وإن أعطت الأيامُ للمرءِ فرحةً
أعدّت له عمراً طويلاً من الحَزَنْ

خذوا حذركم إن السرورَ خديعةٌ
ففي صرخةِ المكلومِ عن ضحكهِ ثمنْ

أتحسب أن العيش نزهةُ مترفٍ
تعربدُ في اللذات تنعمُ بالسكنْ

تمهل فإن الليلَ فيهِ طوارقٌ
تعدُّ لك الآفات والخوفَ والمحنْ

ومن هام بالدنيا حريصاً وطامعاً
يبيعُ له عمراً تعثر بالغبنْ

ألم تر أن الدهر يحصدُ أهلهُ
وذاك نعيم العيش أصبح كالعفنْ

وأفطن أهل الدهر من عاش زاهداً
يصدُّ عزيز النفسِ عن مشربٍ أسنْ

وأيقن أن الله يبعثهُ غداً
فسارع في الخيرات في السر والعلنْ

فيبسط كفَّ الجود إن نال واغتنى
ولو جاع ما باع الكرامة وارتهنْ

ولا يُظهرُ الشكوى من الفقر والأذى
كريم عزيز لا يُذل ولا يهنْ

يرى أن نفس المرء موطنها السما
فترجع للجنات إن طهُر البدنْ

وأيقن في التوحيد حقاً وغاية
وما سنّهُ المختار من أكمل السنن

وأن سبيل الحق في آل أحمدٍ
مودة ذي القربى لجنته الثمنْ

أتم كمال الدين بيعة حيدرٍ
ومن بعدهِ السبطان حقاً لمن فطنْ

وتسعة أنوارِ من السبط أشرقت
حسينية كانت وعمهم الحسنْ



error: المحتوي محمي