أحرز فريق يضم المبتعث حسين ناصر الناصر، المركز الأول في مُسابقة تطوير المُنتجات الغذائية في نسختها الأولى، والتي تقُوم بتنظيمها هيئة البُقول والحُبوب في الولايات المُتحدة الأمريكية، وسط مُشاركة عدَّة جامعات على مُستوى العالم.
وتهدف المُسابقة، التي تُقام لأول مرة، إلى تطوير المُنتجات الغذائية، سعيًا للحد من الهدر الغذائي، وتدور فكرتها حول تطوير منتج غذائي باستعمال مُنتجات تُهدر أثناء التَّصنيع أو التَّحضير.
وتمثلث شُروطها في؛ كتابة تقرير يتحدث عن المُنتج من جميع النَّواحي في عدد صفحات مُحددة، وعمل فيديو قصير لمدة خمس دقائق، يُتحدث فيه عن المُنتج، وتغطية جميع الجوانب، ثم تبدأ الجامعات بالتَّقدم وتطبيق الشُّروط، وبعد ذلك، يتم الفرز من خلال الالتزام بتطبيق الشُّروط، ويتأهل إلى التَّصفيات النَّهائية، ومن لم يُطبق يُستبعد من التَّصفيات.
وافل بلا هدر غذائي
وعن المنتج الذي شارك به “الناصر” وفريقه، قال: “بعد توفيق الله، اجتاز مُنتجنا “الوافل المُثلج بنكهة الفراولة”، معيار تطبيق الشُّروط، وتأهلنا إلى التَّصفيات النَّهائية مع 4 جامعات حول العالم، وعند التَّقييم النَّهائي حصلنا على المركز الأول، حيث جاءت المراكز الأولى، كالتَّالي: المركز الأول جامعة ولاية داكوتا الجنوبية، والثاني جامعة ميلان، والثالث جامعة بُوردو”.
وأضاف: “مثلت مع فريقي جامعة ولاية داكوتا الجنوبية، وقد قمنا بعمل مُنتج الوافل المُثلج بنكهة الفراولة؛ باستخدام الماء المُستعمل في طبخ حُبوب الحُمص، فبعد طبخ حُبوب الحُمص، يتم هدر الماء عادة وهذا يُعتبر هدرًا غذائيًا، لذا قمنا باستعمال هذا الماء، وخلطه سريعًا، حتى نحصل على الرغوة، وهذه الرغوة استعملناها كبديل للبيض، لما تمتلكه من خاصية إدخال الهواء في المُنتج، حتى نحصل على القوام الإسفنجي”.
وأوضح أنهم استخدموا قُشور الفاصولياء الغنية بالألياف، كونها تُهدر في بعض عمليات التَّصنيع، بعد استخراج البُروتين، مبينًا أنَّهم حققوا الهدف الأساسي للمُسابقة من خلال المُساهمة بالحد من الهدر الغذائي.
وأجاب عن سُؤال: “ما مصير هذا العمل الذي قدمته، هل هناك جهة سوف تتبناه وتقُوم بتنفيذه؟”، قائلًا: “لا أخفيك أنَّ هدفنا القادم أن نرى هذا المُنتج يُباع في الأسواق، وقد بادرنا بالتحدث إلى عدَّة شركات في هذا الجانب”.
صعوبات
وذكر أن من أهم الصعوبات التي واجهته، واستطاع التغلب عليها، كان عامل الوقت، وقال: “علمنا بالمُسابقة في وقت مُتأخر، وقد كان أغلب المُشاركين بدأوا بالتحضير لها، وكطالب دراسات عُليا فالوقت بالنسبة لي ثمين جدًا، وفي الغالب الجدول يكون مُزدحمًا”.
وأضاف أنَّ التوفيق بين المشروع الخاص به كطالب ماجستير وبين التَّحضير للمُسابقة، كان هو التحدي المُقلق، والمُمتع في آن واحد.
ونوه إلى أنه استطاع التَّغلب عليه من خلال إدارة الوقت، وتركيز المجهود على الأهم، ثُمَّ المُهم، حتى تمكّن من تجاوز هذه المرحلة.
الأب الداعم
وراء كل إنجاز، لا بد من داعم ومحفز، وقد كان المحفز لـ “الناصر” هو والده، يتحدث عنه قائلًا: “أبي كان ولا يزال يقدم لي الدَّعم اللامحدود ويسعى إلى توفير جميع الاحتياجات دون ملل ولا كلل، وهذا العطاء دائمًا يُحركني ويُعطيني الحافز لكي أقوم برد جزء من هذا الجميل اللامُتناهي”.
شكر وامتنان
وتوجه “الناصر” بشكره الجزيل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين قائد الرُّؤية صاحب السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان “حفظهما الله”، وسمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، والمُلحق الثَّقافي في الولايات المُتحدة الأمريكية الدّكتور فوزي بخاري، على الدَّعم اللامحدود، الذي يُقدم إلى أبنائهم وبناتهم المُبتعثين والمُبتعثات.
وواصل شكره إلى والديه، وأسرته، وعائلة الناصر، وجميع الأصدقاء، وإلى كُل من كان له فضل عليه في مسيرته الأكاديمية والمهنية والرّياضية.
في الابتعاث
يعتبر “الناصر” مرحلة الابتعاث مرحلة جميلة جدًا، وصعبة في نفس الوقت، مؤكدًا أنه لا بد للمبتعثين أن يستفيدوا منها، ليس فقط من الجانب العلمي والجانب الدّراسي، بل من جميع النواحي؛ بتكوين الصداقات، والتعرف على الثَّقافات الأخرى المُختلفة، وتنمية المهارات الشَّخصية، كالاعتماد على النَّفس والقيادة، واكتساب مهارات جديدة، والاستفادة من جميع الخدمات المُتاحة في الجامعة، والمشاركة في الفعاليات الثَّقافية.
وختم حديثه بقوله: “إنَّ وطننا الغالي قدَّم لنا الكثير، فلابد أن نُقدم له كُل ما نستطيع، لنُظهر الصُّورة الحسنة عنه، وعن ما يمتلكه من كفاءات، طُموحها قمم الجبال الراسيات إبداعًا وتألقًا”.