لو كنت أحد مسؤولي إدارة جمعية مضر الخيرية بالقديح لعملت على توسيع المجمع الطبي الخاص بها ليصبح مستشفى وليس كما هو الآن وما قبل الآن حين كان يصل إلى ذروة تشغيله والتي بدأت تعود منذ مدة معتبرة بفضل الجهود المشكورة التي توجهت له وطورت وغربلت وحسنت من أدائه حتى عاد لحالهِ الطبيعي.
صادف أن قادتني حالة صحية مؤقتة لأن أراجع المجمع فترة كافية وأقيّم الأداء بناء على ما شاهدت دون الاستعانة بأحد أو السؤال هنا وهناك سوى أحاديث جانبية كنت أقيّم قيمتها، كانت كافية لأن تبعث في النفس الرضا، فضلًا عن رضاي عن الطبيب المعالج الذي كنت أراجعه وهو ما أكد لي أكثر أن الدقة في اختيار الأطباء مطلب ضروري وهو ما يحدث حاليًا في المجمع.
مما لفت نظري بوضوح هو عودة تواجد المراجعين خلال أوقات الدوام الرسمي بنسب مرتفعة، مع أن المجمع يحتاج وبصراحة لأن يلعب الإعلان دورًا هنا، خاصة مع جائحة كورونا والتي أثرت في كل مناحي الحياة، فهذه المشاريع تحتاج لأن تظل دورة التشغيل فيها مرتفعة ومراقبة مدى تقدمها أو تراجعها، وأن يضع المسؤولون خططهم الطارئة والدائمة من أجل المحافظة على هذه القدرة التشغيلية، والدعاية والإعلان جزء رئيس في هذه المشاريع، وهناك من المؤسسات والشركات من يخصص ما يقارب نصف ميزانيته للإعلام، وهذا ما سمعته من مصدر خبير ومختص في مجال الإعلام والإعلان، لأن تلك الجهة المعلنة تعلم أن المردود من الإعلان مهما كلف سيكون مضاعفًا وهو ما سينعكس إيجابيًا على الجهة المعلن عنها.
نعود ونقول بأن الأفكار الطموحة التي استشفيتها خلال زياراتي المجدولة والتي نتمنى ألا تتأخر رؤيتها على ظهر الواقع هي بحق تستحق التقدير والإشادة والدعم وسوف تكون مفاجئة ومفرحة إذا ما تمت لمرتادي المجمع.
هذا المشروع القديم الحديث وغيره من مشاريع الجمعية الموقرة يحتاج لعدة أمور حتى يحقق الطموح الأقصى، من ذلك الجرأة في اتخاذ القرار، وتخصيص ما يتطلبه من ميزانية دورية فضلًا عن العناصر البشرية ذات الكفاءة، نضيف لذلك استقلالية القرار لمثل هذه المشاريع الربحية بعيدًا عن القرارات المركزية للإدارة والتي ربما تعرقل أي خطط وإستراتيجيات تتم دراستها والسبب الرفض أو التردد.
يضاف لذلك أن هذه الاستقلالية يجب أن تكون بعيدة عن قرارات أي مجلس إدارة يأتي لاحقًا فيفرض إرادة أخرى ونهجًا مختلفًا ربما بل من المؤكد أنه يؤثر على هذه المشاريع سلبًا عادةً ولو مؤقتًا إذا ما غُربلت أو ألغيت الخطط والإستراتيجيات السابقة، وللأسف هذا ما يحدث في غالبية المؤسسات الاجتماعية التطوعية المختلفة.
نحن نركز هنا على المجمع الطبي عينًا لما لمسناه من تقدم لافت نتمنى أن يستمر، كما نتمنى من إدارة الجمعية الموقرة والإدارات المتعاقبة أن تدفع به للأمام وأن تسخّر الإمكانيات التي توازي الطموح القائم حاليًا بما يهدف لأن يصل بالمجمع لذروته التشغيلية القصوى إن شاء الله، كما نتمنى أن يتبنى الإخوة في مجلس الإدارة فكرة بناء مستشفى متكامل، وهو أمر ليس بالمستحيل أبدًا لو توفرت الإرادة والإدارة المستعدة للقيام بذلك من الآن.