الفرق بين حصون اليمامة «الخرج» وحصون هجر «القطيف»

أشهر حصون اليمامة (المشقر، وعطالة)، وأشهر حصون هجر (المشقر، والصفا).

هذا فقط للتوضيح لمن يخلط بين حصن المشقر في هجر وحصن المشقر في اليمامة -لاحظت ذلك الخلط من قبل بعض المرشدين السياحيين مؤخرًا.

أولًا: حصن المشقر باليمامة (الخرج)
أوضح ابن الحائك الحصنان في اليمامة (الخرج) وأطلق عليهم الهجران وهي مثنى لكلمة هجر، وهجر اسم يطلق على القرية كما أشار الهمداني: “والهجر القرية بلغة حمير والعرب العاربة فمنها هجر البحرين وهجر نجران وهجر جازان وهجر حصبة من مخلاف مأذن”.

هنا نلاحظ أن ابن الحائك حدد الهجران (قرى أو حصون) ذلك بقوله: “الهجران اسم للمشقر وعطالة وهما حصنان باليمامة” راجع ياقوت الحموي.

وذكرهما ابن الأعرابي بقوله: المشقر مدينة عظيمة قديمة في وسطها قلعة على قارة تسمى عطالة وفي أعلاها بئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض وتذهب في الأرض وماء هجر يتحلى إلى هذه البئر في زيادتها وتحلبها.

ثانيًا: حصن المشقر والصفا بهجر (القطيف)
ذكر الحموي أن المَشَقّر (بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد القاف) هو حصن بالبحرين عظيم لعبد القيس يلي حصنًا لهم آخر يقال له الصفا قبل مدينة هجر والمسجد الجامع بالمشقر وبين الصفا والمشقر نهر يجري يقال له العين وهو يجري إلى جانب مدينة محمد بن الغمر.

وقال الطبري: “المشقر وهو حصنٌ حياله حصنٌ يقال له الصفا، وبينهما نهر يقال له محلم”، ونسب المشقر إلى عبد القيس وهم أهل البحرين فقال الشاعر يهجو بني الجارود (تنسب إليهم الجارودية بالقطيف):
تركتُ قُرَيشًا أن أجاورَ فـيهـم
وجاورت عبدِ القيس أهلَ الـمشقر

وفي مدينة الزارة بالقطيف كان يقام فيها أشهر أسواق العرب (سوق المشقر) نسبة إلى أشهر حصن فيها، ويقام هذا السوق في شهر جمادى الأولى.

قال أَبو منصور: وعَيْنُ الزَّارَةِ بالبحرين معروفة. والزَّارَةُ: قرية كبيرة؛ وكان مَرْزُبانُ الزَّارَةِ منها، وله حديث معروف”
وقال الجاحظ: “هل كانت برد كسرى إلى وهرز، وباذام، وفيروز بن الديلمي، وإلى اليمن، وإلى المكعبر مرزبان الزارة، وإلى النعمان بالحيرة، إلا البغال؟ وهل وجدوا شيئًا لذلك أصلح منها”.

واشتهر مرزبان الزارة (المكعبر) بواقعة يوم الصفقة وقتل بني تميم في حصن المشقر بالزارة
كما أن رواية الفسوي وأحمد بن حنبل حددت موقع حصن المشقر في قرية الزارة بالقطيف وبطرس قاطع
كما أن امرِئِ القَيْس حددها بوضوح بقوله:
فإنْ تَمْنَعوا مِنّا المُشَقَّرَ والصَّفا
فإِنَّا وَجَدْنا الخَطَّ جَـمًّـا نَـخـيلُـهـا

هذا بعض التوضيح ومن أراد المزيد يمكنه الاطلاع على كتابنا (تاريخ هجر).

في الحقيقة كتبت هذه السطور بعد أن شاهدت مقاطع لمرشدين سياحيين وهم في محاولة لتغيير مسمى جبل قارة المعروف لدى القاصي والداني وفي تيه من أمرهم يطلقون على جبل قارة بالأحساء بمسمى (جبل المشقر)، وقولهم إن في أعلاه بئر يطلق عليها عطاله وهذا الشرح لحصون اليمامة وليس الأحساء كما هناك بعض الكتاب أطلق على جبل قارة مسمى جبل الشبعان في محاولة يائسة.

لم يتبق لهم إلا أن يتم تغيير اسم جبل قارة إلى جبل عطالة حتى يكتمل التخبط!



error: المحتوي محمي