بما أنك سألت.. هل سألت نفسك كيف حُضّرت هذه الصلصات؟

إن من الصعب جداً أن تتحكم في ما تأكله عندما تتناول طعامك خارج منزلك، ففي المطعم ليست لك القدرة على التحكم في كمية الملح أو كمية الزيت أو الزبدة أو غيرها من الإضافات التي توضع في الوجبة، وزيادة على ذلك تقدم المطاعم فواتح للشهية مثل الصلصات المتنوعة، لا تكون غالباً متوفرة في المنزل مما يجعلك تسرف في الأكل، كمية الطعام الذي تأكله تحتوي على مقادير كبيرة من صلصات الغنية بالصوديوم والإضافات الاصطناعية.

والسؤال هنا: هل من الأفضل لصحتك أن تأكل الطعام كله تحت تأثير صلصات مكوناتها غير صحية؟!

صلصلة الصويا والمايونيز والبيتزا والمكرونة والكاتشب والهولانيدز والقشدة الحامضة والقشدة الفرنسية والترياكي والداشي والميرين والميسو والجواكامول وغيرها من الصلصات، هي ما يميز الأكلات خارج المنزل، يتفنن طهاة المطاعم وصناع الوجبات السريعة بإعدادها، تضاف كمكون غذائي أو توضع منفصلة خارج الطبق مثل صلصلة السلطة أو غيرها من الصلصات، لأن كثيراً من هذه الصلصات تكون محشوة بالسعرات الحرارية، وغارقة بالمضافات الاصطناعية والخلطات السرية التي لا نعرف مصدرها ومدى حليتها وجودتها وسلامتها من الغش والخداع، لذلك من الأفضل تجنبها.

وتعتبر صلصة فول الصويا سائل نقع تستخدم كتابل في مطاعم المأكولات البحرية والوجبات السريعة كمادة منكهة تعطي الطعم والنكهة المميزة، أصبحت اليوم منتشرة على مستوى العالم، ولا يكاد يخلو مطبخ منها، هذه الصلصة غير ملائمة أبداً للصحة نظراً لطريقة تصنيعها من بروتينات نباتية مخمرة، ولمحتواها الكثيف على بدائل الدهون والزيوت الصلبة، ومعززات النكهة مثل أحادي جلوتومات الصوديوم “E621” الضار بالصحة.

معظم شركات تصنيع الغذاء تلجأ إلى إضافة سكر الذرة عالي الفركتوز “HFCC” كمحلى اصطناعي إلى صلصات البيتزا والمعكرونة وغيرها من الأغذية، لكونه يعطي تحلية عالية، إلا أن الإكثار من تناول مثل هذه الأطعمة قد يعرضنا لمتاعب صحية لوجود نسبة عالية من الفركتوز الذي يتفاعل مع السكر الموجود في جسم الإنسان ويسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.

أصبحنا اليوم ننساق وراء الأطعمة الجاهزة، ملأنا بطوننا بالسموم دون أن نسأل أنفسنا ما الذي يمنعنا من رفضها والعودة إلى مطبخ الأم، وبين الوقت والصحة، فالثانية هي الأهم.

المتخصصون في الصحة يصنفون هذه الصلصات بالأغذية غير المتزنة، لنتعود على صنعها داخل المنزل، ولا تحتاج إلى خبرة كبيرة، مما يجعل ربة البيت الماهرة والمبتدئة تقوم بإعدادها طازجة بكل يسر وسهولة، وحفظها في الثلاجة لمدة لا تزيد على يومين حتى لا يتغير طعمها أو تتعرض للعفن أو التخمر.

سيدة البيت تستطيع أن تصنع صلصلة طازجة وصحية بمكونات بسيطة ومذاق خاص.

وأخيراً، إنني لحظة كتابة تلك الأسطر تذكرت ذلك الجزء من حياتي الذي شهدت خلاله فرقعات قواطي الصلصة فقد كانت العلب ولسبب ما منفوخة، وتصدر أصواتاً وانفجارات عند فتحها؛ تصل إلى وجه وملابس من يفتحها؛ وكذلك جدران مطابخنا القديمة، وقد كانت والدتي – أطال الله في عمرها – تقوم بمهمة تنظيف جدران وسقف المطبخ من آثار الصلصلة المتيبسة، كانت مهمة مرهقة وشاقة لأن الصلصة وبعد يوم أو يومين من تناثرها على الجدار تبدأ بالتصلب ويتحول لونها من البني الغامق إلى اللون الأسود، مما كان يتطلب الكثير من الجهد في تنظيفه.

أكياس الشاي.. قنبلة موقوتة
هل خطر ببال أحد يوماً أن كيس الشاي المألوف جداً عند الكثيرين، هو على بساطته يخفي وراءه مواد مضرة؟

وضع الشاي في كيس من الورق “تي باك” وأن يغمس بالكأس أو الإبريق، وتركه بضع دقائق يكفي لاستخلاص الشاي في الماء الساخن، ينتج عن ذلك هجرة لمادة التغليف، عدا أن نوعية الشاي في الكيس يمكن أن تكون أقل جودة، لأنها تعكس نمط الحياة السريعة، يبدو أن أكياس الشاي الأسود الذي يستعمل بشكل واسع عالمياً ليست عالمياً الذي نعتقده، فقد حذرت مجموعة من العلماء الألمان من أنها تحتوي على مواد مضرة بصحة الإنسان حتى أنها قد تسبب السرطان.

وقد توصلت الدراسة قام بها باحثون من جامعة إمبراليد الألمانية إلى أن أكياس الشاي تلك تحتوي على مواد قد تسبب السرطان.

أما السبب أو المشكلة الحقيقية فتكمن في الورق المستخدم، إذ يحتوي على مادة “epichlorohydrin” المستخدمة في صناعة الورق والبلاستيك.

ويبدو أن الحل الأنسب استعمال شاي فرط، لأنه وبحسب الباحثين قد تبين أن أكياس الشاي أو تحديداً تلك المادة المصنوعة منها الأكياس تتحول إلى مادة مسرطنة تسمى “3MCPD”، وتعد مشكلة جديدة في قطاع الغذاء العالمي بمجرد ملامستها للماء.

– عند تعبئة الشاي في أكياس “تي باك” يجب أن تصنع هذه الأكياس من مادة مناسبة تستبقي الخصائص الكيميائية والفيزيائية للشاي وتسمح للمواد الصلبة الذائبة في الماء بالنفاذ إلى خارج الكيس. المصدر: .GSO 978/1998


منصور الصلبوخ – اختصاصي تغذية وملوثات.



error: المحتوي محمي