قراءةٌ في كتابِ «دليلكَ القانوني» للأستاذِ المحاميِ والمستشارِ القانوني هشام بن جعفر الفرج

قارئ نهمٌ، فكرٌ وقّادٌ، عزيمةٌ راسخةٌ، منهجيةٌ متعقلةٌ، مهنيةٌ عاليةٌ، حنكةٌ إداريةٌ متزنةٌ بوعيٍ ودرايةٍ، يزنُ الأمورَ بميزانِ العقلِ والعدلِ، مجدٌ نشطٌ لا يتوقفُ عند محطةٍ علميةٍ إلا وينطلقُ إلى الاخرى راسمًا لنفسهِ هدفًا ومنهجًا؛ يحققُ لهُ الفائدةَ المرجوةَ متبعًا المنهجيةَ العلميةَ في التقصي والبحث، ومنطلقًا مما لديهِ من خزينةٍ علميةٍ تشربها من أسرتهُ التي عملتْ بالقانونِ ونشطتْ فيهِ، “الإنسانُ أبنُ البيئةِ” كما يقولونَ، هكذا كَانَ مؤلفُ الكتابِ المحامي والمستشار القانوني الأستاذ هشام الفرج، حرسهُ اللهُ ووفقهُ لكلِ خيرٍ.

أتحفنا بكتابهِ الراقي والقيم “دليلكَ القانوني” الذي ضمنَّهُ أبرزَ القضايا والأنظمةَ في وطننا الغالي المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، مدعمةً بالشواهدَ والأرقامِ والأمثلةِ والتعريفاتِ المهنيةِ الصرفةِ والتوثيقِ مِنْ المصادرِ الرسميةِ المعتبرةِ.

فقد احتوى الكتابُ على سبعةِ فصولٍ والتي بدأها بالأسرةِ التي هي نواةُ المجتمعِ وأسهُ التي يتكونَ منها؛ مفردًا للحضانةِ والزيارةِ مجالاً واسعًا، كونهما أبرزَ ما يُثار في حالةِ الانفصالِ بينَ الزوجينِ، ثم تناولَ في الفصلِ الثاني من هذا الكتابِ المواضعَ التي ينبغي للعاملِ والعاملةِ عدمِ الجهلِ بها في نظام العمل الذي يضمن ويحفظُ حقوقَ جميع الاطرافِ؛ وذلك عن طريقِ طرحِ ثلاثينَ سؤالاً وإجابةً شافيةً وافيةً بعرضٍ مبسطٍ وتنسيقٍ مميزٍ.

الاستاذُ هشامُ يؤمنُ بأهميةِ التواصلِ ونشرَ ما تعَّلمهُ وتطبيقهِ على جميع الصعدِ، فترى لهُ المشاركات القانونية المفيدة في معظمِ الصحفِ المحليةِ المعتبرةِ كالرياضِ وعكاظِ والمدينةِ؛ مستثمرًا ما تعلمَ في نشرِ الوعي بالنظامِ بينَ الناسِ وجعلهِ سلوكًا وممارسةً.

ثم ختمَ الفصلَ السابعَ بذكرِ مشاركاتهِ الإعلاميةِ المتفرقةِ إيمانًا منهُ في إبرازِ الوجهِ الحضاري للنظامِ القضائي في المملكةِ؛ باثًا ثقافةَ الوعي عن النظامِ والقانونِ؛ التي تنظمُ حياةَ الناسِ في جميع مناحي الحياةِ العامةِ والخاصةِ، لا كما يتصورُ ويتوهم البعضُ بجهلٍ وعدمِ معرفةٍ؛ بأنَّ مثلَ ذلكَ لا يخضعُ لمثلِ هذه التنظيماتِ والتشريعاتِ والمستمدةِ بالضرورةِ من مبانٍ للدينِ والتشريعِ الإسلامي الحنيفِ، وهذا ما تم الإشارة لهُ وخصصَ وأفردَ في الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس على التوالي في كتابهِ القيم.

قالَ تعالى في مُحكمِ كتابهِ الكريمِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل 90].

كم سُعدنا بما تمَ طرحهُ من خلالِ هذا الكتابِ الذي يُعد مرجعًا ناهضًا لكلِ من ينشدَ المعلومةَ المهنيةَ الموثقةَ من مصادرها الصحيحةِ؛ والتي تبعدهُ من الوقوعِ في الكثيرِ من المخالفاتِ التي يجهلها وتجعلهُ عرضةً للمساءلةِ والعقوبةِ.

قال الله جلَّ وعلا: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) [ 58 النساء].

نرجو لهُ توفيقًا دائمًا، وعطاءً مستمرًا لا ينضُب، ونسأل اللهَ جلَّ وعلا ؛ أَنْ يوفقهُ لكلِ خيرٍ وننتظر منهُ المزيدَ في قادمِ الأيامِ بحولِ الله.



error: المحتوي محمي