جميعنا كأولياء أمور نتمنى أن نرى أولادنا في أعلى المراتب ونراهم متفوقين، ولكن أتساءل بما أننا في منتصف عامنا الثاني عن بعد ماذا جنى أولادنا وماذا سيجنون مستقبلاً؟ هل قمنا بزراعة القيم الاسلامية فيهم بدءًا من الأمانة والصدق وعدم الغش؟ أم أننا وبكل أسف كنا نشجعهم على هذه الأعمال دون أي وعي منا؟ هل علمناهم الاعتماد على أنفسهم أم أننا كنا نربيهم على الاتكالية؟
صادفتني مواقف كثيرة في المنصة وكنت أتساءل: ترى ماذا استفاد هذا الطفل؟ وكيف سيتصرف عند عودة الدراسة؟ لست في صدد ادعاء المثالية فجميعنا نخطئ ولكن لماذا تقوم الأم بكتابة الدرس عن أطفالها؟ ولماذا أجعل الآخرين يكتبون الإملاء عنه؟ ولماذا تحل مسائل الرياضيات عنه؟ أنا حقاً لا أفهم، هل هناك مشكلة لو أخطأ الطفل؟ لماذا يذهبون للمدرسة؟ وهل يصعب على المدرس أو المدرسة معرفة أن هذا الطفل متفوق ولكنه بشر ويخطئ؟ لماذا تقوم فلانة بسؤال فلانة عن حل الجواب؟ وكيف يمتلك فلان الجرأة ليكون على اتصال مع أحدهم طوال فترة الاختبار ليحله عنه؟
لقد كان أحد الأساتذة يشجع الطلاب بإعطائهم النجوم فقال له ذات مرة: نجمة لك ونجمة لوالدتك، فحزنت الأم واعتبرتها إهانة ولكن هل قال المدرس إلا الحقيقة! بل إن أحد الطلاب جعل أخاه الذي يكبره يجيب في حصة اللغة الإنجليزية والمدرس لم يكتشف وقام بشكره على اجتهاده و مشاركته الفعالة!
إن هذه القيم تغرس في أطفالنا منذ الصغر، فلقد قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “من غشنا ليس منا”، إذا كنا نحن القدوة نقوم بالغش أمامهم فماذا نرتجي من الأطفال! لا عتب عليهم في هذه الحالة، هناك أشياء أهم بكثير من التحصيل الدراسي، هناك قيم ومبادئ لا تغفلوا عنها ولا تتجاهلوها فقط ليحصل أطفالكم على المراكز الأولى.