بين الليل والسكون

عم السكون
جن الليل
واعتمت السماء
نسمة هواء باردة تزاحم هدوء نفسي في هذا المساء
‏ونبض قلبي يتسارع لاهفاً
لحبيب مسكنه الفؤاد لحبيب يسكن الروح وبين الضلوع
يعلو الهام تاج الرأس
‏في عيوني و اختلس نظرة لعيونه
يا نبضي والوتين
أتوه وأتوه
في نظرة عينه الساحرتين
من لمحتها الفاتنة
تأسرني فأصير بين يديه رهين
يسكن أحلامي
يستوطن روحي
فأغدو بين يديه سجين
أحن وأشتاق
حنيناً واشتياقاً في كل حين
ليلاً ونهاراً
به يسرح عقلي
صورته تختلط ببنات أفكاري
يمتزج طيفه بين أحرفي وكلماتي
أردد اسمه فأسمع له دوي وحنين
يشغلني حبه
يأخذني بعيداً عن عيون العالمين
وأتوه وأتوه
في قسمات وجهه..
كالبدر وجهه ناصع الجبين
صرت فيه سارحاً كالحائرين
والتمست العذر للعاشقين
وبتُ في أوقاتي شارداً كالمجانين
حبيبي
هل أحسست بنبضي..
وشوقي
ولهفتني والأنين
فاشتياق الروح للروح
لا تعترف به المسافات
ولا تحكمه القوانين
ففي مدرسة الحب
عالم لا يعرفه إلا العاشقين
لا يوجد درس فيه أبجدية للأحاسيس
و لا ترتيب للمشاعر
ولا قاعدة تصحح همسات المحبين
ولا يوجد مقياس يحس حرارة أنفاسهم
ولا سجل تجمع فيه الدموع
وتحصى العناوين
فكل الهائمين حُباً..
تحوم أرواحهم حول بعضها
دون سابق إنذار
دون إذنٍ
دون طنطنة ورنين
فقلوبهم والأرواح تجتمع
على حين غرة
وإن باعدت المسافات بين الجسدين



error: المحتوي محمي