في اللّيلة العاشرة من برنامجه النَّقدي لمحاضرات شهر محرم.. الدّكتور اللواتي يقرأ الشَّيخ محمد العُبيدان

قدم الناقد الدكتور رضا اللواتي، من سلطنة عمان، يوم الخميس ١٢ جمادى الأولى ١٤٤٣هـ، بمركز السَّيدة المعصومة بالقُديح، ورقة نقدية لمحاضرة “الدليل العقلي على شمولية الشريعة” لسماحة الشيخ محمد العبيدان، وذلك في الليلة العاشرة للبرنامج التقدمي النقدي الخاص بمحاضراته التي تناولها في شهر محرم الحرام لهذا العام ١٤٤٣هـ، في حوار أداره السَّيد قُصي الخباز بمُشاركة 35 شخصًا من المُهتمين.

ووجه “اللواتي”، الحاصل على دكتوراه في الفلسفة الإسلامية، الشكر إلى الشَّيخ محمد العبيدان لمناقشة المُحاضرات التي يُلقيها في مواسم عاشوراء، مُؤكدًا أنَّها خطوة رائعة لتطوير المنبر.

وقال إنَّ المُحاضرة كانت أقرب إلى كونها أكاديمية، وليست منبرية، حيث تختلف في الأهداف ومُستوى الجمهور والأدوات العلمية، مُشيرًا إلى خلو المُحاضرة من التَّعريفات المُهمة، مثل: “ما هو تعريف الدليل العقلي؟”، طارحًا جُملة من الاستفسارات، مفادها: “استحباب قراءة البسملة في بداية الكلام، حيث ورد عنهم عليهم السلام: “كل أمر ذي بال لا يذكر بسم الله فهو أبتر”، فلما لم تُذكر؟”.

وتساءل: “في المُقارنة بين القوانين الوضعية والشريعة المحمدية (ص)، متى ادعى القانون الوضعي أنَّه ينسخ الشَّرائع؟”.

وأوضح أنه “من أهم المعايير في أية أيدلوجية أو منظومة فكرية، هي قابليتها للتَّطبيق، سماوية كانت أو أرضية، لذا، هل يُمكننا تطبيق الشَّريعة في ظل تعارض الأحكام الفقهية، خاصة في المُعاملات، خاصة في تطبيق الحُدود والدّيات؟”

وكان سماحة الشيخ العبيدان سبق “اللواتي” بمحاضرة ذكر فيها أن الأدلة الخاصة على شُمولية الشَّريعة المُحمدية لكُل ما يحتاجه البشر صغيرًا كان أو كبيرًا، تأتي في محورين.

وبين أن المحور الأول، يكمن في أهداف الدين بأنَّه دليل على شُمولية الشَّريعة السَّمحاء لكُل ما يحتاجه البشر، لافتًا إلى أن الشريعة المحمدية جاءت وتناولت الإنسان من جهات ثلاث وهي؛ الشَّخصية من خلال تنظيم حياة الفرد المُسلم، والاجتماعية الخاصة والعامة، المعنية بحياته مع المُجتمع وارتباطه بالآخرين.

ونوه إلى أن المحور الثاني، يأتي الدليل العقلي على شُمولية الشَّريعة، مضيفًا أنَّ المقصود من الشُّمولية، هي تلبية الشَّريعة لكُل ما يحتاجه البشر وقت احتياجهم، لافتًا أنَّه من الطبيعي أن تتفاوت هذه التَّلبية من زمان إلى آخر.

وفي رده على ورقة “اللواتي” النقدية، أجاب الشيخ العبيدان، بعد أن شكره على حُضوره، وتقديم قراءه نقدية فاحصة، بأن “الأمور الفنية فيها أمران، أولًا: الطَّريقة المنبرية في القطيف لا تبدأ بالبسملة، وعلى هذا سار الخُطباء الأقدمون، وتبعهم الحاليون، فهي ديباجة موروثة، ثانيًا: هل أن موضوع المُحاضرة مناسبة لموسم محرم الحرام أم لا؟ الجواب للجُمهور والمُستمعين الأفاضل”.

وتابع: إنَّ تحديد الموضوع من حيث المادة وعدمه، يُعد من النّقاط التي تمتاز بها المنطقة، فإنَّ المنبر متنوع، فيه التَّاريخي والعاطفي والاجتماعي والعقائدي والمنبر الفكري.

وأشار إلى أنَّ تعريف المُصطلحات ليست قضايا أساسية، وأنَّ المُحاضر منتبه لها، لكن ليست قضية أساسية للمقارنة، مُعلقًا على قضية انحطاط المسلمين، وقال: “كان الغرض هو التَّفريق، وتبيان أنَّ سبب التَّخلف هو المسلمين، وليس الإسلام نفسه، فهزيمة المُسلمين سببها تخليهم عن الإسلام، وتمسكهم بالقوانين الوضعية”.




error: المحتوي محمي