شاب في مقتبل العمر لكنه في غاية الحزن والكآبة والانكسار. سألته: ما الذي حل بك؟ قال: أبي دمر نفسيتي وإخواني بسبب سوء تعامله وقساوته معنا ونحن جميعًا نكرهه ولا نتمنى رؤيته أبدًا!
بمعزل عن تفاصيل الحكايا المؤلمة، التي تدور أحداثها حول شخصية الأب غير السوية، فأنا – في الحقيقة – لم أستغرب ردة فعل هذا الشاب اليافع، بل وأعذره أيضًا وأعرف العديد من الأبناء، صغارًا وكبارًا، ساخطون وحانقون جدًا على سلوكيات آبائهم التي لا تمت للأخلاق والذوق والوعي والمنطق بل وللأبوة بصلة.
وأنا أستمع لفصول حكاية هذا الشاب المأساوية، أتذكر عشرات القصص الحزينة لأبناء في عمره ذاقوا الأمرّين من تصرفات آبائهم اللاأبوية، كما كان يتردد في ذهني قول الرسول الأكرم (ص): “لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما، ورحم الله والدين حملا ولدهما على برهما”.
خلاصة القول، حذار أيها الآباء من ظلم الأبناء أو التمييز بينهم أو سوء المعاملة معهم أو القسوة عليهم، لا لكي لا يحترمونكم ويعقونكم فقط، وإنما لكي لا تدمرون نفسياتهم ومن حولهم ويورثون أجيالًا مشوهة نفوسهم، وأيضًا لكي لا يكنّون لكم الكراهية ويدعون عليكم بالويل والثبور.