سجدة عرفان

إبليس في الهوى أغواني
وأغوى لب عقلي شيطاني

أَضْحَى يوسوس في نفسي
حتى في يَمّ هواكِ رماني

إِذْ طَيْف محياكِ راودني
أتى سرًا ليغازل وجداني

فخرجتُ من طين الهوى
نبوءة عشقًا لآخر الزماني

وتَاهت من رأسي وسوسة
بحثت عنها بدفاتر نسياني

أنا هكذا منذ عشقتكِ
حبكِ أغرقني كما طوفاني

وحكايتي بين اليوم والأمس
كتبتها الأقدار بدمع أجفاني

وحيدًا أطرق أبواب الهوى
أوزع قصائد حبي بالكتماني

ونار المجاز تحرق خواطري
فمن مقلتيا يثور بركاني

أتيهُ في شقاوة عيناكِ
أبحث عن هويتي وعنواني

وأن لم تكن عيناكِ وطني
لتذهب بمهب الرياح أوطاني

ألقت سفني مرساة الجوى
حين هاجر حبكِ من شطآني

فيا قمرًا تاه من ليالٍ
وجرحًا أسود قد أَضْنَاني

فلا شيء يشبه جرأتنا
سوى جنون تمردكِ وعصياني

فقلبي أصابه مرض الهيام
وما عاد يرويني ماء حرماني

وحكاياتي مثلما العاشقين
جريحًا رفرفت جناحاه ألحاني

أعطيتكِ أشهى ما فيني
قلبي، وهذا أضعف الإيماني

فلا خَطيئة على الهوى
حينما تحرقيني بلمسة حناني

فيا عمري وسُكر أشعاري
ودفئ دَمِي وتوهج ألواني

فما يزل عطركِ أَثِمٌ
وأسرار تحكي رائحة الريحاني

وأما كحل عيناكِ جسرًا
تعبر منه وساوس شيطاني

وما عدت املك الهوى
ولا أقوى على حمل أشجاني

إني أوقدت بقلبكِ حبًا
وتركت لروحي وجع أحزاني

ولأنكِ في الغرام خاتمتي
كانت بعيناكِ سجدة عرفاني



error: المحتوي محمي