استعرضت جمعية البر الخيرية بسنابس إنجازاتها لعام 2020 -2021 خلال احتفالية تكريم 60 متطوعًا ومتطوعة من الذين شاركوا وساندوا الجمعية في فعالياتها، بالإضافة إلى 26 معلمًا، وذلك ضمن احتفالية اليوم العالمي للتطوع السعودي، التي أقيمت يوم الخميس 9 ديسمبر 2021م، في قبو السادة بسنابس.
وكشفت اللجنة في عرض مرئي ضمن الاحتفالية عن احتضانها لـ432 متبرعًا بالدم في حملات التطوع، و473 متطوعًا في حملات البيئة وتنظيف الشواطئ، كما بلغ عدد المتطوعين عبر منصة التطوع الإلكترونية 2060 متطوعًا.
وأوضحت الجمعية أن من ضمن إنجازاتها تنظيم فعاليات شتاء تاروت، ويوم التطوع والتعريف بالجمعيات الخيرية، ويوم الملابس الشعبية، ويوم نظافة الشواطئ وأصدقاء البيئة، ويوم التشجير والأسر المنتجة، ويوم الصحة، ويوم الحرف الشعبية والأسر المنتجة، ويوم الفن والتراث والأسر المنتجة.
ونوهت إلى أنها نظمت أيضًا فعاليات؛ “الفن يخاطب نفسه” في مجمع سيتي مول القطيف، والإسعافات الأولية وإنقاذ الغريق، والصحة والتبرع بالدم، وتنظيف شاطئ سنابس، والتشجير والبيئة، والعمل التطوعي والحياة الطيبة، بالإضافة إلى إدارة الجهود التطوعية وفق المعيار الوطني.
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ المهندس صالح الحداد، ثم ألقى الشيخ محمد حسن العليوات كلمته وتطرق فيها إلى الجذور التاريخية للتطوع في محافظة القطيف، قائلًا: “لا يخفى علينا جميعًا تجربة التطوع في الغرب، فهي حقًا تجربة مثيرة ومدهشة، وهنا لا أستطيع أن أتجاهل تاريخ مجتمعنا، وتاريخ بلادنا، وتاريخ آبائنا في العمل التطوعي، إن لنا جذورًا عميقة في العمل التطوعي كواقع اجتماعي من قِبل الآباء، ونحن نُريد أن نصل أنفسنا وشبابنا بتلك الجذور وذلك التاريخ القريب وليس البعيد”.
وأضاف “العليوات”: “الآباء لم يقرؤوا فلسفة التطوع ولا علم لهم بمصطلحات التطوع الحديثة لكنهم مارسوه، وكانت لهم مشاهد عديدة تدل على وجود روح تسري بينهم للعمل التطوعي، أحد تلك المشاهد كان تكاتف أبناء الجزيرة خلال أسابيع قليلة لنصب القوائم الخشبية التأسيسية لأول شركة كهرباء في سنابس – قبل أن تكون هناك شركة حكومية رسمية للكهرباء – وهو أمر ليس بتلك السهولة في ذلك الوقت”.
واسترجع كلمةً لأحد الآباء الراحلين بلسانه التاروتي البسيط: “إحنا مجتمعنا صحن اسبيكتي – اسباغيتي”، عاكسًا بذلك الروح العميقة الصافية المترابطة بين الأبناء.
ثم أنهى كلمته بأمنية ورجاء “لإعادة روح التطوع لمجتمعنا وشبابه، ولئلا نشكو من قلة المتطوعين وغياب روح التطوع وهمته، ولا يكون ذلك إلا بالهمة والروح والعمل الجاد الذي يبرز في ثلاث نقاط كانت ظاهرة عند آبائنا: استشعار المسؤولية، حُب المساهمة في المجتمع وغياب الأنانية، ومقت الكسل”.
من جانبه، أكد رئيس جمعية البر الخيرية بسنابس إبراهيم الزوري في كلمته، أن تركيزهم كان منصّبًا على تحقيق رؤية المملكة 2030 وارتباطها بالجمعيات الخيرية والقطاع الخاص، منذ بدأوا إدارة “وحدة التطوع”، مُشيرًا إلى أنّ التطوع ركيزة أساسية لهذه الوظيفة المجتمعية، وقال: “لهذا ركزنا على إدارة التطوع وسعينا بكل جهدٍ لتأسيس وحدة التطوع الأولى في محافظة القطيف وفق المعيار الوطني السعودي (إدامة)”.
وأشاد “الزوري” بالجهود التي بذلها المهندس منير العوامي ودوره التطوعي داخل الجمعية سعيًا نحو أساسيات تطور حديثة تلبي طموح المجتمع والمتطوعين خلال عام 2020- 2021.
واختتم بعبارات من كتاب الشيخ محمد حسن العلويات “الرابحون” قال فيها: “لا تنمو قدرات الإنسان، ولا تصقل مهاراته، ولا تنضج شخصيته إلا بالاحتكاك مع الآخرين، وبالتواصل مع أفراد المجتمع، وبالعمل التطوعي الذي يصقل قدراتهم ومهاراتهم، وللراغبين في تطوير شخصياتهم فرصة ثمينة يستطيعون من خلالها الوصول إلى تكوين خبرة عملية، تفيدهم في حياتهم وينعكس إيجابها على من حولهم، فالعمل التطوعي مدرسة عظيمة مليئة بالدروس والفوائد المختلفة، لمن يفتح مناقب قلبه وعقله على من حوله”.