مشهد لا يغيب عن كل من عرفه، أجل تلك الرسالة الصباحية التي ترسل قبل أذان الفجر كل يوم، ورسالة أخرى ضحى يوم الجمعة عبارة عن دعاء مكلل بالورود وأيقونات الابتسامة “واتساب”، بالرغم من مرور ثلاث سنوات وتراكم أحداث كثيرة على فترات متفاوتة إلا أن السيد العزيز “حيدر” مازال يحتل مساحة كبرى من الذاكرة التي لا تنسى، لأنه يملك قلبًا طيبًا وتعاملًا أخلاقيًا قل نظيره في التعامل مع الآخرين، يحبه الصغير والكبير.
لا تزال ابتسامته التي لا تفارق محياه ونبرة صوته المميزة ترن في مسمعي ومشيه الهادئ بالعكاز لكل من مر عليه بادره بالسلام الدائم، إنه من الوجوه التي قل وجودها في هذا العالم الذي غزته المادة والمصلحة وطمس على سطحه النفاق والغدر، لا أبالغ فيما كتبت لكن من عرفه سيعاتبني ويقول لم توفه حقه
نبذة قصيرة
ولد السيد حيدر بن السيد علوي علوي أبو الرحي في بلدة القديح الحبيبة من أول رجب سنة 1384هـ، من أسرة كريمة وبيت طاعة وفضل، حيث تربى محبًا لدينه، سافر مع والده للعلاج في الهند عام 1400هـ، أكمل مرحلة الكفاءة وبعدها التحق بمعهد المعاقين بالدمام حتى تخرج بتخصص إلكترونيات دقيقة في سنة 1404هـ، بعد التخرج مباشرة فتح محلًا لبيع وتصليح الساعات في منزله (الفريق الغربي) حتى عام 1407هـ، عمل بمصلحة المياة “ببند الأجور” وفي عام 1428هـ تم ترسيمه على المرتبة الخامسة، تزوج زهراء بنت الحاج عبد الله الحيراني، حذا حذو أبيه بإحياء مجلس حسيني سنوي في شهر رمضان، وأسس مأتمًا حسينيًا للعشرة الأولى لشهر محرم كل سنة منذ عام 1435هـ، وفي عام 1438هـ سافر مرة أخرى للعلاج للهند مع أخيه السيد شريف، كان يعشق صيد الأسماك منذ الصغر فقد كانت هوايته المحببة رغم مخاطر البحر ووضعه الصحي إلا أنه يلتحق برحلات بحرية بقارب صيد.
حبه للبلدة
لقد بدأ حياته عصاميًا يمد يد الخير منذ طفولته لخدمة الناس ومجتمعه متجهًا نحو العمل التطوعي يشق طريقه رغم إعاقته البدنية إلا أنه لم ينثني شاقًا طريق الحماس لخدمة أهل بلده والمنطقة جميعًا، نعم هذا السيد كان قدوتنا في الصبر والجد والكفاح، وخاصة بمقر عمله بوظيفة (مأمور سنترال) يمتدحه رؤساؤه لأتقانه وتفانيه في عمله وخدمة الآخرين وقضاء حاجتهم، حب القديح وأحبته أعطته الوفاء، كان رمزًا في مشاركاته عبر الحضور المستمر في المهرجانات الخيرية والمؤسسات الدينية ومع نادي مضر له حكايات حب لا تنتهي كان داعمًا ومشجعًا ويحضر بعض المباريات.
حديث الناس
جمعتني بهذا الرجل المؤمن الإنسان مواقف تدل على نبله وجميل سريرته فقد عرفته وعرفه الناس ذا خلق وتعاملًا اجتماعيًا، خادم لأهل البيت عليهم السلام ولبلده دائم التواصل مع أهل بلده وخارجها مبادرًا بالتواصل معهم ويسبقهم بالسؤال، وأغلب من تحدث عنه قال: السيد كالمصباح المضيء إذا حل في مكان أكسبه نورًا نفسه نقية يداعب الصغير والكبير متواضعًا محبًا للجميع.
وقفة وفاء
انتقل إلى رحمة الله السيد النجيب “حيدر” يوم الجمعة 12/05/1440هـ عن عمر ناهز 56 سنة، رحل عن الدنيا وظل في وجداننا وذاكرتنا بذكراه الطيبة على كل لسان حيًا وميتًا، فنسأل الله عز وجل أن يرحمه رحمة الأبرار ويظلله بظل العرش العظيم وبالدعاء نتضرع لله أن يزد في حسناته وأن يتجاوز عن سيئاته بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.