«القوس – العقد» في العمارة التقليدية القطيفية

تميزت الكثير من مباني ومساكن القطيف التقليدية بوجود عنصر القوس بأنواعه (المدبب والگمري والمفصص)، كـ “بيوت خميس بن يوسف والسني والجشي والدعلوج والجمعة والبيات والحجاج والطريفي والرويعي والمصطفى… “.

وجود القوس في المباني أضفى على العمارة التقليدية القوة والاتساع والجمال والفخامة، فكان لزاماً على المتخصص والمهتم والفنان والزائر التوقف والتدقيق وإطالة النظر لهذا العنصر المعماري لدراسته والتعرف على عناصره، والذي يحتوي على تفاصيل إنشائية وجمالية قد لا تكون متعارف عليها من ارتفاع (3، 70) وزخارف متنوعة (هندسية ونباتية مفردة صريحة أو متداخلة ذات تركيبات مميزة).

ومن جماليات القوس لا تجد زخرفة منفذة ومكررة في نفس المساحة أو المكان، وأما اعتماد الأعمدة الأسطوانية أو المضلعة والتي تعتبر هندسياً من أقوى الأعمدة إنشائياً وجمالاً ورشاقة، ورغم بساطة العقود الظاهرية إلا أنها تحكي قصة ثقافة وحضارة متنوعة تميزت بها القطيف في فترات زمنية ارتفع فيها المستوى الاقتصادي مما أثر بشكل مباشر على المستوى المعيشي.

وما إن تقع عينك على القوس ومفرداته، تشعر بالسكون وترتاح لها النفس ولها جاذبية للعين.

والقوس (جمعها أَقْواس) أو العقدة، في الهندسة المعمارية، هو عنصر هيكلي على شكل منحنٍ يركز عادة على دعامتين، ويتكون من الحجارة المحلية، ومليس بالجص والمعد بجودة عالية على أيدي جصاصين محليين، ومزدان بزخارف متنوعة راقية، ويمكننا حصر أسباب قوة وجاذبية القوس في بعض العناصر من أبرزها :
1- التماثل الناتج عن تقابل العقود بعضها ببعض.
2- التناظر بين أجزاء العقد الواحد.
3- تحقيق النسبة الذهبية فى تكوين العقد بين اتساع العقد وارتفاعه وهى بنسبة 1 إلى 1.5.
4- أضافت العقود مسحة جمالية فى المبنى من خلال الإبداع المعمارى بتنوع أشكال العقود وأنواعها المختلفة.
5- تحقيق النسبة والتناسب بصورة جيدة بين اتساع العقد وارتفاعه مع المساحة الكلية للمبنى، وخصوصاً المساجد كالراجحية والعابدات والحريف وبعض المباني السكنية كما هو مذكور بالأعلى.
6- تعطى العقود قيمة جمالية من خلال استخدام مادة الجص فى بناء العقود ما بين اللونين الأبيض أو الأبيض البيج والبني والمحمر.
7- تمكن المعمارى القطيفي من زخرفة العقد بالزخارف والنقوش (الغائرة والبارزة) التي تميزت بالدقة والتنوع.
8- عملت العقود على إضفاء الجمال من خلال الحد من رتابة امتداد الجدران عن طريق استخدام العقود فى اتساع الغرف والنوافذ والأروقة والتهويات وغيرها.

تراث القطيف المعماري غني بالتفاصيل المعمارية الأصيلة، وهناك اهتمام من قبل المهندسين والمهتمين بهذا الإرث ودراستها دراسة علمية، وذلك للتعرف على تفاصيلها بطريقة صحيحة بعيداً عن التأويل والتحليل الذي لا يستند إلى رأي علمي أكاديمي، وهذا يتطلب الكثير من الدراسة والبحث العلمي والميداني.




error: المحتوي محمي