افتقدت قطيفنا خادم المنبر الحسيني الأخ الحنون والمربي الفاضل، المعلم والموجه، المتواضع ذا الأخلاق الفاضلة، صاحب اليد البيضاء السخي المعطاء، الشيخ الزاهد، والعابد المؤمن بقضاء الله وقدره، المحب لله ورسوله صلى الله عليه وآله، والراثي على المنابر بصوته الشجي مصابهم،
العلامة الشيخ عباس المحروس.
وكلما حاولت الكتابة والتعبير عن هذا المصاب وفقد شيخي الراحل أعلى الله مقامه أقف حائراً ماذا اكتب؟ وماذا أقول؟ وماذا أدون من كلمات وأخط من عبارات؟ وكيف أعبر عن ما في قلبي وما في الروح من أحاسيس ومشاعر تجاهه! ماذا أكتب في شخصه وصفاته وأخلاقه وإيمانه ودوره في المجتمع ومكانته في النفوس عند الكبير والصغير! وهي لا تخفى على أحد! كيف لي يا شيخي ألا أحضر وداعك، وتشييعك إلى مثواك الأخير؟! كيف لي يا قرة العين العودة ولا أراك؟!
حضر الجميع في وداعك إلا أنا. فأي الكلمات تفي حقك! الروح يملؤها الحزن والأسى. وما أصعب الفراق، ما أصعب الفراق دون وداع! فقد فقدت الأخ الحاني والصديق الصدوق. والصاحب الناصح.
كنت أترقب شفاءك ولقاءك، لأفجع بخبر وفاتك والبعد يقصيني، والمسافات تبعدني ولا تدنيني
يا كوكباً ذرّي أفل
برحيلك أظلمت سماؤنا وصار الكون دامساً
نفتقد صوتك الشجي وحسك المرهف ناعياً
ورحيلك خلف حزناً في كل قلب ذهل
من لي إذا ما القلب اشتاق؟!
ومن يزيح الهم يا صاحبي ويزيل العلل
من للمصلين إذا ما تجمعوا إماماً من يصلي بهم ويؤم
من للمراثي والنواعي إذا ما جاء وقت النوح واللطم
ما أصعب فقدك يا فقيداً مصابه عظُم وفراقه أعظم
كيف أسلو وأنسى يا قرة العين؟
كيف تختفي الذكرى؟!
من لي جليس أحاوره أبثه الشكوى!
وإذا ما عصفت بي رياح الشوق
لإخوته جئته بأشواقي والنجوى
من لي ناصحاً وموجهاً
من لي يا من لروحه أهوى
من لي بعدك نديماً وللروح سلوى
هنيئًا لمن عرفك وعاشرك.. وكنت له دواءً من كل ألم أليم
رحلت إلى جوار ربك مثواك جنات النعيم
عوضاً عن كل آه وشفاء للقلب السقيم
أمانة استُرجعت لله مالك الملك العظيم
نم، نم قرير العين يا شيخي
فلقاؤنا في الآخرة عند رب رحيم
والفاتحة لروحك تسبقها الصلاة على محمد وآله النبي الكريم.