سلّط الكاتب تركي العجيان في إصداره الجديد “أمي.. رحلة كفاحٍ بقلبٍ سليم” الضوء على حقيقة قد تغيب عن الكثيرين، وهي أن هناك فئة من بين فئات المجتمع ذات طابع خاص يقتضي التعامل معها اتباع أسلوب يختلف عن الجميع.
وأضاف أن تلك الفئة تبدو في الظاهر أنها سليمة ولكنها تحمل في داخلها اختلافًا، واصفًا هذه الفئة بـ”المحيّرة” لأن التعامل معها على أنها سليمة يعتبر خطأً بحقها، كما أن التعامل معها على أنها مريضة يعتبر خطأً أيضًا.
ودعا شخصيات المجتمع من وجهاء ورجال أعمال للتفكير الجاد في إيجاد بيئةٍ مناسبة لهذه الفئة بإنشاء مراكز خاصة لتبنيهم، مشيرًا إلى أنه يحمل هذا الهاجس في قلبه منذ زمنٍ إلا أن عدم توفر رأس المال منعه من تحقيق هذا التطلع.
في سياقٍ آخر من الكتاب الذي صدر مؤخرًا عن دار “ريادة”، تناول العجيان شيئًا من سيرة والدته -رحمها الله- وصفاتها التي تركت أثرها في شخصيته، مستعرضًا تلك الصفات التي ورثها عنها وأهمها؛ العطاء، والصبر، وسعة الصدر، والالتزام بالطاعات المستحبة، وغيرها من الصفات الدينية والإنسانية التي ترتقي بالإنسان، والتي كان لها أثر عميق في نفسية الكاتب وصقل شخصيته.
وبيّن في الكتاب أن قيمة الإنسان لا تتحقق بمجرد امتلاك المعرفة والعلم، وإنما تتحقق بما يملكه من قلبٍ سليمٍ متجاوزًا تلك الأمراض التي تتسلل إليه كالحقد، والعداوة، والغرور، والأنانية وغيرها من الأمراض التي قد تجعل الإنسان في قعر جهنم، حتى وإن كان ذا علم ومعرفة.
وفي ختام الكتاب الذي يقع في 70 صفحة، ذكر العجيان اللحظات الأخيرة في حياة والدته حيث شاءت الأقدار أن يكون بجوارها في تلك اللحظات المؤلمة، مشيرًا إلى أنها فارقت الدنيا في يوم الجمعة السابع عشر من شهر صفر لعام 1443هـ.
جدير بالذكر أن الكتاب هو الإصدار الثالث للكاتب، وقد صدر له كتابان قبل ذلك أحدهما بعنوان “الشفرة الزوجية”، والآخر بعنوان “المفتاح الذهبي للتناغم بينك وتخصصك الأكاديمي”؛ وقريبًا يصدر له كتاب جديد بعنوان “كيمياء الذات”.