هو لم يمتْ.. هو بالقلب ينبضُ!

فقط السّماءُ اشتاقتْ له “فرفعه الله” إليه.

الأمر لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، بين الحلم والعلم رحل الوجيه الكبير الوالد الملا سعيد ناصر الخاطر “أبو الدكتور ناصر”.

لا أحد يتخيل أو يفكر بأنه قد مضى وفارق الحياة كأنه معنا ونحنُ معه في ظل سنوات عديدة عشناها مع الوالد -رحمه الله- تعلمنا منه الكثير واقتدينا به.

كنّا نراه في جميع المناسبات الدينية والثقافية والرياضية والتعليمية وغيرها، ونراه في جميع الأفراح والأحزان يشارك الجميع في مناسبات الزواج ويواسي الجميع في أحزانهم وفواتحهم ويحضر جميع مجالس أهل البيت عليهم السلام.

يستقبلنا الوالد – رحمه الله – في مجلسه العامر بعد كلِّ مناسبة رياضية مع النادي وبعد كل بطولات نهديها له؛ لأنه صاحب الإنجاز، والداعم الأول لنادي مضر بالقديح وكان صاحبَ يدٍ بيضاءَ مع الجميع الكبير والصغير.

وكان الوالد – رحمه الله – أخاً وصاحباً لوالديَّ المرحومينِ الحاج حسن مهدي المطرود “أبو عبد الله”، والحاج علي مهدي المطرود “أبو محمد” رحمهم الله جميعًا، وكان دائمَ التواصل مع عائلتي، فكان يحضرُ جميعَ المناسبات الدينية التي تُقام في منزلنا هو وأبناؤه الكرام، فقد كان أبًا حانيًا للجميع؛ فهو يقابل أبناء مجتمعه بابتسامته الكبيرة لا تفارقه.

وكما كان فقيدنا الغالي كريمًا في عطائه المادي، فقد كان كريمًا في عطائه المعنوي فتجده يسدي نصحه للجميع، ناقلًا تجاربه الحياتية لحاضري مجلسه ومحدثيه.

ومن خصاله الفذة بحق التي يشهد بها الجميع، تواصله مع أطياف المجتمع بشتى أفكارهم، وانتمائهم المذهبي، فهو قريب منهم، متواصل معهم في أفراحهم وأتراحهم، وعلى مسافة واحدة من الجميع.

فبادله الناس كل الناس تلك المشاعر الصادقة؛ ومن أجلى مصاديق ذلك التبادل، الحضور الكثيف الذي حضر مجلس العزاء الذي عقد بعد وفاته – رحمه الله – ومهرجان التأبين الذي حضره العلماء والأدباء وطبقات المجتمع وكل منهم يذكر مآثر ذلك الألق.

يعجز اللسان عن تسطير سيرته وعن إنجازاته، فهو بحق فقيد الوطن، نسأل الله لفقيدنا الغالي رفيع الدرجات ومجاورة محمد وآله الطاهرين.



error: المحتوي محمي