كوميضٍ وسنةُ العشقِ فقدُ

فارقتني و عذرُها لا يُردُّ
و تولت و الشوق سهدٌ و وجدُّ

أنا في قلبها سكنتُ الزوايا
و هي في القلبِ قيصرٌ مستبدُّ

فإذا مرَّ ذكرُ تلك الليالي
أشعلَ الشوقَ في الجوانحِ زندُ

و هواها يسوقني نحو دارٍ
مثلَ طيرٍ على النوافذِ أشدو

فعسى أن يلامس القلبَ صوتٌ
أو خيالٌَ من ربةِ الحسنٍ يبدو

فيعودُ الهوى كما كان غضاً
و كأن الحنينَ جزرٌ و مدُّ

أرقب الليلَ صبوةً و احتراقاً
و نصيبي منك انتظارٌ و سهدُ

خانت العهدَ فالوصالُ محالٌ
محضُ وهمٍ و إن تجدد وعدُ

آهِ من طيفها يزورُ اختلاساً
يشعلُ الشوقَ في الحشا و يصدُّ

كلما رمتُ صيدهُ فرَّ مني
كسرابٍ نوالهُ لا يُعدُّ

كيف أسلو رشيقة القدِ يوماً
و لها في الفؤادِ عهدٌ و عقدُ

فاز بالقربِ و النعيم سوانا
و لنا الشوقُ لا يجاريه ندُّ

و لها في الحشا رسومٌ و نقشٌ
ليس يُمحى و إن تطاول عهدُ

أثخنت مهجتي هياماً و شوقاً
ثم حادت عن الطريق تصدُّ

حسب عهد الصبا حدائق عشقٍ
عبق الزهرُ في رباها و وردُ

هي كالطيف مرَّ في العُمرِ يوماً
كوميضٍ و سنةُ العشقِ فقدُ



error: المحتوي محمي