الوفاء والإخلاص

الوفاء والإخلاص صدق في القول والفعل معًا، يجب أن يتحلى الإنسان بالصدق والوفاء والإخلاص، حيث إنها من أهم الصفات الحميدة التي يمكن أن يتسم بها الشخص السوي، فالإنسان الصادق الوفي المخلص إذا تحلى بهذه الصفات المحمودة فإنه يكون قد بلغ إحدى أعظم المراتب والفضائل السامية في النفس البشرية، ويكون معها قد بلغ بنفسه مبلغًا عظيمًا يعني أنه قد تجرد وانسلخ من صفات الرذائل التي ينسلخ معها الإنسان وهي الغدر والخيانة.

تتعدد صفات البشر وتختلف ولكن يبقى أفضلها هو الوفاء والإخلاص معًا، وقد قيل الكثير من الحكم عن الوفاء والإخلاص في وصفهما والتحدث عن مواقفهما التي لا تقدر بثمن، ولا تقتصر تلك الصفتان على البشر فقط، بل أنعم الله بهما على بعض الحيوانات، فقد تحلت الكلاب بصفات الوفاء والإخلاص، وكثيرًا ما نشاهد ونسمع عن قصص الكلاب مع أصحابهم وكيف أنهم من أوفى وأخلص الكائنات مقارنة بالكثير من البشر ذوي العقل، من أروع الصفات هما الوفاء بالعهد، أو الوفاء بالدين أو الإخلاص في الحب والود والوفاء، والإخلاص للأشخاص من الإخوة والأبوين والأصدقاء وشريك الحياة كالزوجين، وحتى الزميل في العمل، فهي صفات يجب أن يتحلى بها الإنسان في كل زمان ومكان مهما كان مستواه العلمي أو الوظيفي والابتعاد عن الغدر والخيانة، تقديرًا لكل ما أنعم الله به عليه في هذه الحياة، ودون أن ينتظر المقابل
لهذا الوفاء والإخلاص.

إنهما من أعظم الصفات المحمودة في النفس البشرية، وإذا حاد المرء منا عن هذه الصفات السامية وبدأ يتناساها ويتخلى عنها هناك دائمًا ما يعيده لنفس الطريق من خلال بعض الحكم والأقوال التي تركها المفكرون والأدباء حول هذه الصفات المحمودة، لا شيء أجمل من الوفاء والإخلاص، ولكن زمننا هذا قليل من البشر قد يتحلى بصفة الوفاء والإخلاص، وابتسامة تكافح للظهور بين الدموع، كن يا أيها الإنسان مخلصًا لما هو في داخلك عندما يكون الوفاء متعة للمرء، فهذا هو الحب والود، تواجد الصداقة الحقيقية المبنية على الوفاء والإخلاص هما العلاج الأمثل لكل مشكلات الحياة، يستطيع الصديق الخروج بنا من أي أزمة مهما كانت شدتها بالفهم
والاستيعاب لكل ما يدور بداخلنا، والصديق الوفي هو الذي أحبنا في كل الأوضاع وتقلبات الحياة، فمن غيره يسارع في تقديم المعروف دون انتظار المقابل، ويتمنى الخير لصديقه ومجتمعه من داخل قلبه دون حقد أو كراهية أو حسد، ومن هنا تنبع كلمات وحكم عن الوفاء في الصداقة، فإن الصداقة ليست أن تبقى مع الصديق وقتًا أطول؛ الصداقة هي أن تبقى القلوب على العهد والوفاء والود وإن طالت المسافات، شكرًا للأصدقاء الذين يلمسون نبرة التوجع والألم في أصواتنا وصمتنا، فلا يناقشوننا وإنما يفتشون عن أمور تسعدنا وتبعث فينا البهجة في نفوسنا، الصداقة المبنية على الوفاء والإخلاص علاقة راقية جدًا، فقط تحتاج إلى أناس يعرفون معني الوفاء والإخلاص، هناك أصدقاء يحتاجهم عقلك وهناك أصدقاء يحتاجهم قلبك وهناك أصدقاء تحتاجهم أنت لأنك بدونهم تصبح بلا عنوان وهم الأصدقاء الأوفياء.

الصداقة المبنية على الوفاء والإخلاص هي وسيلة ناجحة بين تأليف القلوب ما بين البشر والمجتمعات الإسلامية، وفي بعض الأحيان قد يكون هناك هاجس يحرك الإحساس، ولكن تبقى في النهاية الصداقة والعلاقة المبنية على الحب والود والوفاء، فارقة لا يستطيع أحد أن يغرسها إلا من اتبعها بالشكل الصحيح، وفعل المستحيل لكي لا تضيع، ويضيع الحب والود ما بين الأصدقاء الأوفياء المخلصين.

اللهم اجعلنا من الأوفياء المخلصين ولا تجعلنا من الخائنين الذين لا يؤتمن عليهم، إنك سميع مجيب، والله ولي التوفيق.



error: المحتوي محمي