موائد الأسفار

تغرب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هم واكتساب معيـــشة
وعلـــم وآداب وصحـــــبة ماجد
قالها صحابي واسبقية لرسول السماء

فغربتنا عن أوطاننا فيها طلب للعلم واتساع أفق للحضرات، فمن خلاله يسعى المرء لمعرفة حضارة كل وطن وما يحمله من ثقافة، فيكتسب منها ما يعود بالنفع به ويحمله لوطنه، ويتجنب كل ما يجلب الضرر.

من موائد الأسفار تفريج الهموم، حيث إن تغيير المكان والبلد الذي اعتاد الناس على العيش عليها، ففي السفر يكسر ذاك الروتين الذي اعتاده وبع ينفرج الهم من خلال الترويح عن النفس بزيارة المتاحف والمعالم الدينية والأماكن الترفيهية، خصوصاً من له أطفال، فالنفس بذلك تحتاج السعي وراء الرزق، حيث كان حلقة الوصل بين الدول في الأزمنة السابقة لتبادل التجارة وانتعاش الاقتصادي، فكان السعي وراء ذلك من المسلمات له، واكتساب علم وآداب وصحبة ماجد.

نعم ذلك فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فمن خرج من منزله طالب في ذلك علم ينتفع به وينفع به مجتمعه كان كالمتشحط بدمه ملتزم في ذلك الأدب والتحلي بالخلق السامي ليعكس ثقافة وعادات بلده متخذا معه الصاحب المخلص والوفي، والذي يكون له عون وعضد وسند في رحله وترحاله وموضع سره، وهذه أهم نقطة اشير فيها في هذا الحيز من الأسطر.

فمعادن الناس لا تبان أصالتها إلا في الأسفار، فالرفقة العابرة والسطحية والتي لا تدوم إلا ساعات قليلة وكل واحد يعود لطريقه لا تكشف لكلا الطرفين حقيقة الآخر، بينما في الأسفار فهنا تبان طعم موائد سفرهم إن اتبعا الطريقة والمقادير الصحيحة في إحضار اطباقها فنال إعجاب كل منهما، وإن حضرت بشكل عشوائي فحتماً ستأخذ طعماً خلاف طعمها.

وهنا أقول وأختم، من أراد معرفة كل خليل له في موطنه، فليصحبه معه في أسفاره ساعتها سيبان لذة وحلاوة طعم مائدته أو مرارتها.



error: المحتوي محمي