في بحثه بحقيبة غذاء المتطوعين.. رضي العسيف: بعض اللجان تغفل تقديم الطعام لمتطوعيها.. والاهتمام ينعكس على ارتفاع أدائهم

طوّع اختصاصي التغذية العلاجية رضي العسيف مهارته بنشر الوعي الصحي في المجتمع ليشكله بصورة حقيبة إثرائية حملت ثقافة تقديم الغذاء الصحي لمن يعملون بالعمل التطوعي تزامنًا مع اقتراب اليوم العالمي للتطوع.

وذكر العسيف أن هناك بعض اللجان تغفل الاهتمام بتقديم الطعام للمتطوعين حيث يشارك المتطوع لوقت طويل دون أن يتم تقديم شيء له ليأكله، مما ينعكس ذلك سلبًا على اللجنة وذلك حين يرفض المتطوع التطوع مرة أخرى معها.

وبيّن أن الاهتمام بتقديم الغذاء الصحي بشكل متوازن وجاذب ومتناسب مع حالات المتطوعين الصحية ورغباتهم واحتياجاتهم ينعكس على ارتفاع أدائهم وذاكرتهم ومزاجهم وعطائهم للمجتمع.

جاء ذلك في اللقاء الأول لمشروع “آفاق العطاء” الذي تنظمه جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف سعيًا نحو التوعية التطوعية والتعريف بالعمل التطوعي وما يترتب عليه من حقوق وواجبات للمتطوعين، والذي حمل عنوان “حقيبة الغذاء الصحي للمتطوعين”، وقدمه العسيف مساء الأربعاء 1 ديسمبر 2021م عبر منصة الزووم بحضور عدد من المتطوعين والمهتمين.

وبدأ العسيف أولى أوراق حقيبته الغذائية في توضيح معنى الطيبات بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} فحسب تصوره؛ هناك شروط ليكون الأكل طيبًا فلابد أن يكون غذاء صحيًا وله مذاق لذيذ ومظهر جذاب ورائحة طيبة وسليم من الفساد والتلوث بالإضافة لكونه حلالًا.

وأوضح أن البعض لا يأكل لسد الجوع إنما تلبية لرغبته بتفريغ ضغوطه بالأكل، أو ربما يأكل ليكافئ نفسه أو تلبية لرغبات أصدقائه ودعوتهم أو لمجاملة زوجته كي لا يُرمى الأكل وجميعها تندرج تحت مسمى الأكل العاطفي.

وأشار العسيف إلى أهمية الأكل الصحي للمتطوعين بصفته شيئًا مهمًا لتحسين المزاج، مبينًا أن المتطوع يحتاج مزاجًا ممتازًا ليقابل به الناس ويقدم عمله بشكل صحيح معهم، ووجه بتقديم الأطعمة الغنية بالسلينيوم وحمض الفوليك وفيتامين د وأوميغا 3 التي تساعد على تحسين المزاج.

وذكر أن للغذاء الصحي دورًا في تحسين الذاكرة التي تساعد المتطوع في عملية تطوعه بالتثقيف، مبيّنًا أن الغذاء الذي يحوي فيتامينات (د) و(ج) و(هـ) و(أوميغا 3) والأسماك كلها تساعد على تقوية الذاكرة إذا تناولت بصورة منتظمة.

وأشار إلى أن القطيف منطقة بحرية وبالإمكان إدخال السمك بالوجبات ليتم تناوله بمعدل 3 أيام بالأسبوع حتى يأخذ الفرد كفايته من الأوميغا 3.

وأكد العسيف على أهمية تثقيف الجيل الجديد بالثقافة الصحية وقال: “إن التربية الغذائية من الصغر تحمي الطفل من متاهات الحمية بالكبر”.

وتناول محتويات حقيبة التوازن متعرضًا للمجموعات الغذائية والحصص التي يحتاجها الأفراد والتي ينبغي التوازن والتنويع فيها، وتطرق بالحديث عن الوجبة الخفيفة التي يحتاجها المتطوع لتجديد نشاطه، مبينًا أنها ينبغي أن تكون صحية وليس كما هو متعارف عليه من وضع المنبهات أو المشروبات الغازية أو الفطائر والدونات.

ووجه بأن تكون الوجبة الخفيفة صحية وتحتوي على المكسرات أو الفواكه المجففة أو الفواكه المقطعة بشكل جذاب أو بعض شرائح الجزر والخيار، وتقديم الزبادي والحليب واللبن بدلًا من مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، وأكد على أهمية تغيير الثقافة وتقديم الشيء المفيد.

واستعرض أهمية الماء كي لا يتعرض المتطوع للصداع والتعب ويؤثر على أدائه خاصة بفصل الصيف وبالأماكن المفتوحة، كما أكد أهمية توازن السعرات الحرارية بالطعام المقدم للمتطوعين.

وطرح العسيف 10 قواعد ذهبية لأكل صحي مشبع ودون حرمان وذكر بواحدة منها أنه يمكن للفرد أن يدلل نفسه بالطعام المفضل لديه مرة واحدة في اليوم إذا كان لا يزيد على 100 سعرة حرارية ووصف هذه القاعدة بأنها ستعجب الكثير.

وأوضح أن العمل التطوعي يشمل جميع الفئات من رجال ونساء وأطفال وحتى كبار السن فلابد أن تكون هناك استمارة تُسجل فيها حالاتهم الصحية والأمراض التي يعانون منها ليتم تقديم ما يتناسب مع وضعهم الصحي.

ولم يكتف العسيف بتقديم حقيبته الغذائية الأولى للمتطوعين، بل قدم محاضرة ثانية حملت عنوان “التغذية السليمة طريقك للنشاط والحيوية”، ليكون المتطوع فيها أكثر فاعلية ولا يصيبه الخمول بعد فترة بسيطة من العمل.

وشرح التاءات الأربع وما تعنيه من تنوع وتوازن، وتوقيت مناسب وتسوق صحي وتحضير الطعام بالطبخ الصحي، وبيّن أفضل الأوقات المناسبة لوجبات الطعام، مع طرح أهمية ألا تتأخر بعض الفعاليات لوقت متأخر ويختل نظام متطوعيها ووقت وجباتهم.

وبيّن أهمية فيتامين د للمحافظة على النشاط والحيوية، وأشار إلى أن هناك نسبة كبيرة من الرجال والنساء والأطفال تصل لـ90% وخصوصًا عند النساء تعاني من نقص هذا الفيتامين، وقال: “إن وجود التعب والخمول والمزاج المتعكر دليل على نقص إما (فيتامين د) أو فيتامين (ب 12) أو الحديد، مؤكدًا على الفرد المصاب بهذه الحالات عمل التحاليل اللازمة لمعرفة مصدر النقص.

وذكر أن راحة الجهاز الهضمي تزيد من الحيوية فعلى المتطوع محاولة عدم تناول أغذية مجهولة تسبب اضطرابًا بالجهاز الهضمي من حرقان أو إمساك وغيرها وتجعله لا يؤدي دوره التطوعي بالصورة المطلوبة.

وختم حديثه بفك شفرة رسالة وصفها بأنها لليوم وكل يوم حيث حوت الأرقام (0 و1 و2 و5 و7)، فالصفر يعني أنه كلما تكون السكريات في مستوى صفر فهي أفضل للصحة، والواحد يعني أن نمارس الرياضة ساعة واحدة باليوم، والاثنان تعني أن تكون ساعتين فقط إلكترونية للتعامل مع الأجهزة الإلكترونية، والخمسة أن نتناول خمس حصص من الخضار والفاكهة باليوم، وأخيرًا سبعة أي نتناول الإفطار يوميًا طوال الأسبوع.



error: المحتوي محمي