قـد انفدَ الخطبُ مني الصبرَ والجلدا
لـو كـان حـزني مـدادَ الـبحرِ ما نفدا
ورُب نــفــثـةِ مـــوجــوعٍ تـُـعـلـلـهُ
كـنازعِ الـسـهمِ مــن احـشاءه كـمدا
غــداةَ قـالوا بـأن الـشيخَ مرتحلٌ
اضـحت له الخطُ ثكلى تندبُ العمدا
وكـيف تـسلو مصاباً في الحشا لهباً
وكـيـف تـجـرعُ فـقـداً قـطعَ الكبدا
هذا ابو فاضلِ المحروسِ شيخُ هدىٍ
اب ٌ رحــيـمٌ حـلـيـمٌ نـعـّمـهُ ســنـدا
وقــد تـعـجلَ عـن قـومٍ بـه فُـجعوا
يـالـيـته طـــابَ مــن عـلاتـه امــدا
لــقـد تــرجـلَ ركــنٌ لـلـهدى جـبـلً
مـــن الــولاءِ يــردُ الـشـكَ والـفـندا
خـمـسون عـامـاً عـلى أعـود مـنبره
يـحمي عـرين الـولا إن مـاردٌ مـردا
خـمسون عـاماً كشمسٍ لاح قي أفقٍ
لــم يـبـتغي دون ديـنِ اللِه مـلتحدا
خـمسون عـاماً ومـا شـاخت له هممٌ
لـلـعلمِ بـابٌ لـه مـا قـط قـد وُصـدا
ولـلـخـطـابـةِ ربٌ فــــارسٌ عــلــمٌ
يـبكي ويُـبكي على الزهراءِ والشهدا
جــزأه ربــي عــن الإل الـكرام حـباً
مـشـفعاً شـافـعاً يـكـسوه خـيـر ردا