العنوان ليس كما يبدو في ظاهره ثناء ولكنه سخرية إستقبلني شابا بها حين كنا سويا نحاول القيادة في طريق ضيق مليئ بسيارات متوقفة في كلا الجانبين.
كان ذلك في إحدى قرى البلاد ليلا حيث تمتلئ شوارعها الضيقة بالسيارات الكثيرة، وهذه الحالة تحتاج من الجميع الحرص والرعاية لتفادي الوقوع في حادث.
أخذت صوب اليمين حين كان هذا الشاب قادما من الجهة المقابلة، غير أنه تقدم أكثر مما يجب، وجعل الفسحة أضيق عندي وجانبه أوسع، وظل ينتظر مني العبور.
فتحت النافذة وأشرت له بالتقدم لأن فسحته أوسع، ولكنه رد بأن ذلك خطأ والفسحة عندي أكبر، وأردفها بجملة يسخر بها “من ربطة الحزام عرفت أنك سواق”.
إختلفنا نعم، في التقدير والتقييم ولكنه تجاهل النظارة والعقال والغترة، وكذلك ربطة الحزام والحرص لتفادي العواقب، هكذا نحن أهل الخمسين بخبراتنا.
هذا الشاب وأحسبه في مثل عمر إبني لم يجانب الصواب عندما تجاهل تنبيه سائق آخر، يكبره في العمر ولا يريد التقدم بالسيارة لشعوره بأن ذلك ليس آمن.
المشكلة ليست في سوء الطرقات وإيقاف السيارات الخاطئ وكل السلبيات المخيفة في حياتنا وشوارعنا، ولكنها في تعاملنا مع بعضنا عند الخلاف والإختلاف.
سامحنا الله وغفر لنا جميعا، ما هكذا تكون المعاملة في الطريق، فإنه يحتاج حيطة وروية وتثبت يسبقهم إحترام وتسامح، وفي المقدمة والنهاية إبتسامة.