لا يخلو أي مُجتمع من المُجتمعات باختلاف ثقافته وبيئته، من استخدام عنصر المُكافأة لكُل من يُنجز، من يقُوم بأداء ما هو منوط به على أحسن وجه، أكان في العمل، أو من خلال المُشاركات الاجتماعية والثَّقافية.
وتأتي المُكافأة من خلال التَّكريم، الذي يُعبر عن الشّكر الوفير، والامتنان والاعتزاز، لهذا الإنسان، وما قدمه من عطاء.
إنّٓ التَّكريم، يظل في وجدان الإنسان، ما كانت نبضاته في الدنيا، تُمارس نبضها.
ما سُبق ذكره أمر لا يُختلف عليه، أو يُناقش فيه؛ لأنّٓه من الواضحات، وقد قيل: إنّٓ توضيح الواضحات من المُعضلات، لذا، فإنّٓ التّٓكريم، ينبغي أن يُحاكي بيئة المُكرم، حتى يستفيد من التّٓكريم، بدلًا من الاكتفاء بشهادة شُكر، وللاستفادة، من الضّٓروري أن نُغير الاتجاه قليلًا، وهُنا نُشير إلى أمرين، لتقريب المعنى المُراد.
نقلت قناة الإخبارية تقريرًا، أفاد بأنّٓ منسوبي مدرسة صلاح الدين الأيوبي بمدينة سكاكا في منطقة الجوف، أهدوا حارس مدرستهم سيارة، وذلك نظرًا إلى التزامه ومُثابرته في العمل رُغم الظُّروف، التي تُحيط به، تقديرًا له، وحافزًا إلى بذل المزيد من العطاء.
هُنا، يتجلى التّكريم النّٓوعي، الذي يبزغ للأفق من خلال التّٓفكير في كيفية تقديمه، لهذا، فإذا جاء التّٓكريم، لقضاء حاجة إنسان، أو تقديم الفائدة له، أكانت هذه الفائدة مادية، أو معنوية، فسوف يكُون له الأثر الدّٓائم، ويُخلد في ذاكرة الإنسان، حارس المدرسة، الإنسان المُثابر والمُتعاون، الإنسان المُلتزم برغم ظروفه، لن يغيب هذا التّٓكريم عن ذاكرته، ولن يغيب عن ذاكرة الآخرين، لما يحمل في أعماقه من جوهرتين، الأولى: الاقتداء بهذا الحارس، الذي يُعد نموذجًا في العطاء والالتزام، والثانية: نوعية التّٓكريم.
وفي الضّفة الأخرى، فإنّٓه بعد أمسية القطيف تتنفس شعرًا، والتي كانت بمُناسبة توقيع خمسة شُعراء لإصداراتهم، فقد تمّٓ تكريم هؤلاء الشُعراء بعد الأمسية بمجموعة من الكُتب، قدمها الأستاذ السّيد عباس الشّٓبركة، صاحب دار دراية للنّٓشر والتّٓوزيع إلى القائمين على الأمسية.
وعليه فإنّٓ الاهتمام بنوعية التّٓكريم، الذي نُريد تقديمه إلى الآخر، إذا ما جاء بعد معرفة، ليكُون هادفًا، سعيًا إلى قضاء حاجة، أو تنمية معرفة، أو تطوير موهبة، وهذا لا يُقلل -بالضّٓرورة بمكان-، من تقديم شهادة شُكر.
إنّٓ الشّٓهادة والدّرع التّذكاري لهُما فاعلية إيجابية مُحفزة، ولكن إذا كان بجانبها، ما يكُون إضافة نوعية، حتمّا، سيكُون العطاء مُميزًا، ونستفيد من تفعيل ثقافة التّٓكريم من خلال التّٓوجيه، ليكُون نوعيًا، ومُثمرًا.