إلى شاعر الشوق والأمل

الأخ العزيز عبد الله جعفر آل إبراهيم بمناسبة صدور ديوانه (شوق وأمل) والاحتفاء به في مجلس أبي علي المشامع بحيّ الدولاب، سيهات، مِن قبل مُلتقى التطوير الاجتماعي، وأصدقاء الملتقى، ومنتدى سيهات الأدبي “عرش البيان”، والمقام مساء الخميس ليلة الجمعة 20/04/1443هـ، الموافق 25/11/2021م.

مِنْ واقِعِ الأدَبِ الجَمِيلِ غِنائيْ
عَذبًا ترقرقَ في غديرِ الماءِ
نَغَمَاتُهُ لَحْنُ الوُجُودِ وإنني
سأدندِنُ النَّغَمَاتِ للعليَاءِ
سِحْرٌ مِنَ المعنَى الجليلِ ومَزجُهُ
حُلوُ الخَيَالِ ولَيسَ بالخُيَلاءِ
هُوَ بالمجازِ وسيلةٌ لا غايةٌ
يُفضِي إلى المرمَى وحقلِ هناءِ
هُوَ بــــــِــــــ(الخليلِ) خليلُ نبعٍ مُغدِقٍ
يُنمَى إلى المورُوثِ بالإرواءِ
لُغَةٌ بِهَا نهجُ البَلاغةِ قِمَّةٌ
عُليا بِكِلِّ فضيلةٍ شمَّاءِ
مُذْ فَجْرِ تاريخِ العُروبةِ والنُّهى
يزدانُ فيها زاهِيَ اللألاءِ
حيثُ المُروءةُ، والشهامةُ، والنَّدَى،
وصفاءُ معنًى دُونما إعياءِ
والشّعرُ يشهدُ للحضارةِ قائماً
مثلَ الجِبالِ بحومةِ الصّحراءِ
أدَبٌ تألّقَ كالنُّجومِ نصاعةً
ونُثارُها يقضِي علَى الظلماءِ
وأتَى النَّبيُّ مُحمَّدٌ برسالةٍ
فيها مِنَ البركاتِ والآلاءِ
والحُبُّ جاءَ بِكلّ نُطقٍ بَيِّنٍ
“رُوحُ القداسةِ” جَوهرُ الشُّعَرَاءِ
وولايةُ الأطهارِ منهجُ سائرٍ
ينمو مِنَ الآباءِ للأبناءِ
ومَودَّةٌ مُزِجَتْ بَسيلِ دِمائنا
هِيَ بالخُطَى غذَّتْ إلى الجوزاءِ
وأنا بسيهاتِ الأبيّةِ مِسْكُهَا
والحرفُ عندِي طيّبُ الأنداءِ
كَلِمُ القصيدِ بخاطريْ أنشُودةٌ
يحدو بها الأهلُونَ في الأنحاءِ
وأُحِبُّ أرضيَ والدّيارَ جميعَها
حُبَّ الطُّيورِ لروضةٍ غنَّاءِ
وأُجِلُّ مَنْ يسعَى بخيرٍ صَاعدٍ
هُوَ كالعُطورِ بلمسةٍ ميساءِ
ويرومُ قلبِيَ كُلَّ صحبٍ رافلٍ
بلذيذِ فنٍّ جادَ بَالصهباءِ
يُدنِيْ المعانِيْ في بيانِ لسانِهِ
ويُزينُهُ بنَضَارةِ الإغراءِ
وأرى بِعَينِ الكُنهِ شاعرَ دِيرةٍ
فيها الوفاءُ كدوحةٍ خضراءِ
هُوَ شاعِرُ الحُبّ الأصيلِ، ومُغرَمٌ
بعظيمِ حُسْنٍ هامَ بالإغواءِ
هُوَ شاعِرُ الأشواقِ والأمَلِ الذي
غنّى بهِ في جِلسةِ النُّدماءِ
هُوَ شاعِرُ الصّفوِ اللطيفِ بـــِـ إخوَةٍ
يسعونَ للمعروفِ والإعطاءِ
هُوَ شاعرٌ فيهِ انتِماءُ عقيدةٍ
ممزُوجةٍ بمحجَّةٍ بَيضَاءِ
هُوَ رمزُ كُلِّ أصالةٍ، وشِعارُهُ
ذَوبُ الضَّميرِ، وبهجةُ الحَسنَاءِ
لأبي فُؤادٍ – والفُؤادُ يُحِبّهُ –
والضّادُ مِنْ ألِفٍ رعَتْهُ لِياءِ
أهديهِ مِنْ كفِّ اليراعِ جميلةً
منقوشةً كالدُّرِّ كالطّغرَاءِ
كالزَّهرِ يلمَعُ لَونُهُ مُتفتّحاً
بينَ الحقولِ يَميدُ كالغيداءِ



error: المحتوي محمي