عرّف المرشد الأسري شفيق آل سيف الحوار الأسري بأنه وسيلة من وسائل الاتصال الفعال بين أفراد الأسرة، ولذلك من الأهمية القصوى أن يتوفر حوار إيجابي بين أفراد الأسرة؛ لتنمو المشاعر الإيجابية ويتحقق التواصل بينهم، وهذا يساعد على إشاعة روح المحبة والمودة والتقريب بين وجهات النظر، وبه يتعلم كل فرد في الأسرة أهمية احترام الرأي الآخر، وعندما لا يكون هناك حوار فالحياة مغلقة.
وبين “آل سيف” أن الحوار من الأمور المهمة التي يجب أن يتنبه إليها الإنسان لما له من أهداف للتواصل البشري مع اختلاف المستويات والأعمار والتوجهات والثقافات، ومن خِلاله تصل الرسالة التي يريدها الشخص للطرف الآخر.
وقال إنّ الحوار يساعد على كسر الجمود ويُذهب الخوف والرهبة ويُعزز الثقة بالنفس مهما كان عمر الإنسان في جميع جوانب حياته المختلفة والمتعددة، وهو ما يدل على الثقافة والأدب والسلوك الاجتماعي.
وتطرق في حديثه إلى المهارات التي تساعد على نجاح الحوار داخل الأسرة، وذلك بالنزول إلى مستوى الأولاد الفكري، والتفاهم وبذل الجهود المتواصلة لرفع كفاءة التفكير لديهم واستيعاب الحياة بصورة تدريجية، واحترام مشاعر وأفكار الأولاد مهما كانت متواضعة، والانطلاق منها إلى تنميتها وتحسين اتجاهها وتقدير رغباتهم فيما يخصهم ومشاركتهم في أحاديثهم وأفكارهم.
وركز “آل سيف” على الحوار التسلطي في الأسرة بصيغة “اسمع واستجب”، مبينًا أن هذا الحوار هو نوع شديد من العدوان، حيث يلغي طرف كيان الطرف الآخر ويعتبره أدنى من أن يحاور، بل عليه فقط الاستماع للأوامر الفوقية والاستجابة دون مناقشة أو تضجر خصوصًا إذا كان بين الزوجين.
وأضاف أن الحوار المغلق كثيرًا ما تتكرر تلك العبارة فيه “لا داعي للحوار فلن نتفق!”، وهو نوع من التعصب والتطرف الفكري وانحسار مجال الرؤية.
وأوضح أن للحوار آدابًا قرآنية وسلوكيات تربوية، بتطبيقها يتحقق التفاهم وتتقارب القلوب والأفكار كما جاء في الآيات الكريمة: “وقولوا للناس حُسنًا”، “وقولا له قولًا لينًا”، بهذه السلوكيات التربوية يستطيع الإنسان أن يبتعد عن التعامل السلبي في علاقاته الاجتماعية والأسرية، ويسمو بأخلاقياته.
وأشار إلى أنّه من عوامل النجاحات الكبيرة التي يسعى إليها الإنسان في الإقناع والتأثير والإصلاح بين الآخرين التهيؤ واختيار الوقت المناسب، وذكر المحاسن والمدح، فهذا يساعد على التقبل والرضا وخفض الغضب أثناء الحوار لحل المشكلات.
ونوه إلى أن الإنصات فن لا يتقنه الكثيرون بالرغم من أهميته وربما يفوق فن الكلام والحوار، ويعتبر جزءًا أساسيًا لنجاح الحوار، والإنصات قوة للتواصل برقي مع الآخر سواءً كان ذلك في العمل أو في التجمعات العائلية، مؤكدًا أن اكتساب هذه المهارة يقلل من سوء الفهم بين الناس، كما أنه يوجِد الاحترام ويساعد على اتخاذ القرار بهدوء.
واختتم بقوله: “إنّ الأسرة المتحاورة تغلفها الثقة المتبادلة وحرية الرأي والرأي الآخر والاستماع الجيد، لا تكونوا أسرة غير متحاورة فتخلق لكم مشاكل جمة منها صعوبة حل المشكلات، وتحديات في طباع وسلوكيات الأبناء، وضعف الترابط الوجداني والعاطفي”.
جاء ذلك خلال الأمسية التي قدّمها “آل سيف” بعنوان” تنمية الحوار واكتشاف المهارات”، عبر منصة “زووم” الافتراضية، والتي أدارت الحوار فيها سكينة البغلي، يوم الثلاثاء 23 نوفمبر 2021م.