ضمن الأنشطة الداخلية لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف المقتصر على أعضائها.. تقيم إداراة الجماعة بين أسبوع وآخر استعراض تجربة فنية أو حوار مع فنان.
وحُفِلَ الأسبوع المنصرم بلقاءٍ متميز حيث استضافت الجماعة رائدًا من رواد الفن التشكيلي بالقطيف، وأحد رساميها القدماء، ويعتبر من ضمن المعلمين الأوائل الذين درسوا مادة التربية الفنية.
لقاء ودي فني بسيط ولطيف خارج عن التكلف مليء بالذكريات والتفاصيل الصغيرة، سرد ممتع تتخلله الفكاهة والضحك أضفت على اللقاء جوًا من المحبة والانشراح، صور موغلة في القدم استعرضها فارس الجلسة الفنان (حسن السنان) مشبعة بابتسامته وببساطتة وطرحه العفوي مفعم بروحه الجميلة، عقود خلت لم نعش لحظاتها معه واقعًا إلا أن ذكرياته الجميلة وطفولته الثرية أخذتنا معه إلى قلب القلعة وسكتها وأسواقها ودراويزها.
تفاصيل من عين فنان رسمت ملامح ذلك الزمان، تخيلناها معًا، بحر القطيف، ومزارعها، وبساتينها، طرقها ومبانيها، واسترسال عبر الذاكرة عن أول مدرسة في القطيف آنذاك والأجواء المحيطة بها.
وللصور التي التقطها الأستاذ المحاور/عبد العظيم شلي أثناء زيارته لمتحف السنان دور كبير في تفعيل الأمسية حيث تعالت الأصوات والتحليلات لبعض صور الشخصيات بالبلد أيام الشباب. كما تحدث السنان عن بطولاته الرياضية في تنس الطاولة في عهد الصبا وكأن الصور الفوتوغرافية تتحاور معنا بألفة وحميمية.
الأستاذ السنان تكلم عن توقه وعشقه للخط العربي والرسم وعن مشاريعه البسيطة في البدايات، وكيف أثّر فنه في ذائقة بعض الفنانين القطيفيين من خلال دكان الفن المتنقل في أكثر من مكان. كما تحدث عن عشقه اللامتناهي للتراث وأول خطواته المبكرة في الفن، وكم كان يأخذ أجرًا لدورات الخط والرسم آنذاك. مستعرضًا كيف نضجت شخصيته الاجتماعية منذ الصغر، الأمر الذي قاده بعد تخرجه في المدرسة الصناعية من إقامة أول معرض ثنائي في القطيف بمعية الأستاذ سعد الشليل، وذلك على صالة مركز الخدمة الاجتماعية عام 1385 هجرية.
أمسية خصبة مرت سريعًا دون الالتفات للوقت فكنا نتمنى المزيد. الحديث عن ماضي القطيف وتراثها وفنها وذكرياتها لا تكفينا ليلة ولا أسبوعًا ولا شهورًا.
ومع نهاية الأمسية الحافلة بالمعلومات الثرية والصور الجميلة المحملة بعراقة الأمس تعرفنا فيها على كتاب (تراث القطيف في صور وكلمات) الذي ألّفه الفنان حسن السنان مؤخرًا وهو كتاب ثمين يحوي صورًا وجداول لأسماء العوائل بالقطيف وجداول لبعض الكلمات القطيفية القديمة ولأدوات الطعام والزينة وصور للعيون والآبار بالمنطقة، كما يوجد لديه العديد من النسخ المتوفرة للاقتناء.
يذكر أن متحف الفنان حسن السنان مفتوح لاستقبال الزوار من داخل وخارج المملكة.
إنسان يحمل حب القطيف في قلبه وروحه له منا جل التحايا وعظيم الامتنان.
