الحايك: مسرح المنطقة لم يحترم الجمهور ويعاني من «أزمة نص»

وجه الكاتب والناقد المسرحي عباس الحايك انتقادات شديدة لبعض المسرحيات التي عرضت في المنطقة الشرقية ومن ضمنها محافظة القطيف في موسم عيد الفطر المبارك لعدة أسباب كان أبرزها رداءة النص.

وقال المسرحي الحايك: حضرت مسرحيتين في محافظة القطيف وثالثة في الدمام، والمسرحيات الثلاث لم ترق لما نتطلع له كمسرحيين نبحث عن حركة مسرحية حقيقية تقدم القيمة الفنية والقيمة الترفيهية، فما يمكن قراءته من هذه المسرحيات هو أزمة النص، فالإشكالية الأولى في هذه المسرحيات هي النص، فلا نص جيد حملته هذه المسرحيات، فالنصوص تبدو كأنها مستعجلة لا عناية في الكتابة ورسم الشخصيات والأحداث، فتجد هذه المسرحيات بلا قصة واضحة ولا شخصيات أو ردات فعل منطقية”.

وأضاف قائلاً: “فقط هي مسرحيات تعتمد على النكتة وخفة دم الممثلين دون أن تلامس قضايا المجتمع بشكل عميق. حتى على مستوى الإخراج هناك رؤى إخراجية مترهلة ومستعجلة، وبعضها تنقصه الكثير من قواعد الإخراج المسرحي، وأضيف لها أيضاً الأداء الذي يتباين بين الباهت والجيد، فهناك ممثلون يملكون حضور فطري على الخشبة بينما البعض من مسرحيي المنطقة يحتاج لورش تدريب لصقل أدواته كممثل وتدريبه على التعامل مع الخشبة المسرحية وكيف يمكنه أن يمثل دوره دون تكلف”.

وركز على النقطة الرئيسة في انتقاده الشديد للمسرحيات التي عرضت بالقول: “كان اعتراضي على مسرحيات المنطقة ومن خلال متابعاتي السابقة، هو عدم احترام الممثلين أو طاقم المسرحية للذائقة العامة، حيث يعتقدون أن الكوميديا لا يمكن أن تتحقق دون إلقاء نكات ذات إيحاءات جنسية أو ألفاظ أقرب للبذاءة، أو طرح مواضيع لا تمت للمجتمع بصلة بل هي تجتر ما تقدمه المسارح الخليجية من مواضيع لا علاقة لها بمجتمعنا، اعتراضي كون المسرح يعد متنفساً وترفيهاً عائلياً يمكن أن يعوض الناس ممن يهتمون بالفنون عن غياب السينما مثلاً، وتكرار تقديم المسرحيات سيكرس هذا الفن في ذهنية الناس، فبالتالي من الواجب احترام ذائقة هؤلاء الناس الذين يتكبدون العناء ويدفعون أسعار تذاكر قد تكون مرتفعة ليحضروا مسرحية لا تناسب وأخلاقيات المجتمع البعيدة عن تداول الألفاظ غير اللائقة في الأماكن العامة”.

وفي مقابل هذا النقد، أشاد الحايك ببعض الأعمال ومن بينها مسرحية “أبو لمبه” قائلاً: “تساءلت شخصياً في المؤتمر الصحفي الذي سبق عرضها هل سنشاهد عرضاً نظيفاً يناسب رقي المسرح؟، وكان الوعد، وكانوا على مقدار الوعد، كانت المسرحية تتناسب مع طبيعة العائلة السعودية، لا مشاهد ولا ألفاظ خادشة للحياء هذا ما يشكرون عليه ولا بد أن تحتذي بهم بقية الفرق المسرحية لنشاهد مسرحاً عائلياً ترفيهياً”.

وعن المطالب بتقنين سن الحضور لجمهور المسرحيات ، قال: “بالنسبة لي لا أجد من الضروري أن نحدد أعمار الحاضرين إلا إذا كانت المسرحية تنتمي لمسرحيات الرعب، ويكون مستوى ما تقدمه من مشاهد يؤثر على نفسية الطفل. فتحديد عمر الحاضرين سيجعل الممثلين يتمادون في إلقاء نكاتهم دون مراعاة لأنهم على ثقة بعدم وجود أطفال بينما هناك نساء ومراهقين ومراهقات” ، وجدد مطالبه قائلاً: ” أنا فقط أطالب بأن تحترم ذائقة الجمهور وحيائه”.

وشدد على ضرورة الوعي من كل طاقم المسرح بقوله “المسرح في المنطقة يحتاج الكثير من العمل والجدية والاشتغال الحقيقي على تطوير الطواقم، من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين، يحتاج لورش مكثفة، يحتاج لكاتب جيد يعي تماماً ماذا تعني الكوميديا والفرق بينها وبين النكتة، ويحتاج لوعي ممثل بأن المسرح مسؤولية وأن كل ارتجال على خشبة المسرح يجب أن يكون مبرراً، ويعي أن يمثل على خشبة مسرح وليس في ديوانية شباب، وعلى المخرج أن يعي بأن الإخراج ثقافة فإذا غابت قصرت الثقافة، قصرت الرؤية الإخراجية الرصينة”.


error: المحتوي محمي