الطِّيب والعطر للرجالِ أيضًا.. ليس فقط للنساء!

من عاداتِ أهلِ القطيف إذا طافت المَجَامِرُ بالبخور والطِّيب رفعوا أصواتهم بالصَّلاة على الحبيب: هذا من طيبِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم.

اعذرني لأني لن أستطيعَ أن أحصي لكَ الأحاديث والتوصيات في حقّ الطِّيب للرجال. ولهذا سوف أهديك عينةً منتقاة من طيب الكلام، شواهد على جمال الطِّيب والعطر للرجال وليس – فقط – للنساء.

يحب الرَّجل أن يشمّ الرائحةَ الطيِّبة من أهله، الزوجة أيضًا لها حاسة شم. ولا أستبعد أن يكون واحدًا من أسبابِ قلة الوئام – بين الأزواج – عدم الاعتناء بالطِّيب وأمثاله من الزِّينة! وفعلًا جاء في الأحاديث النبوية ما يدل على نفع الطِّيب في تقوية العلاقة الجسديَّة بين الرَّجلِ والمرأة. وما أكثر الدِّراسات الحديثة التي تثبت ذلك، لكن سوف أعرض عنها اختصارًا، ويجدها من يرغب مراجعتها في مظانِّها:

– علي (عليه السَّلام): الطِّيب نشرة.
– الصَّادق (عليه السَّلام): العطر من سننِ المرسلين.
– عنه (عليه السَّلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينفق في الطِّيبِ أكثر مما ينفق في الطَّعام.
– رسول الله (صلى الله عليه وآله): الطِّيب يشدّ القلب.
– قال عثمانُ بن مظعون لرسولِ الله (صلى الله عليه وآله): قد أردتُ أن أدعَ الطِّيب وأشياءَ ذكرها، فقال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): لا تدع الطِّيب، فإن الملائكة تستنشق ريحَ الطِّيب من المؤمن، فلا تدع الطِّيب في كلِّ جمعة.
– الباقر (عليه السَّلام): كان في رسولِ الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث خصال لم تكن في أحدٍ غيره: لم يكن له فيء. وكان لا يمر في طريقٍ فيمر فيه أحد بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مرّ فيه لطيب عرفه. وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يمر بحجرٍ ولا بشجر إلا سجد له.

إذًا، ليس غريبًا ألا يترك الرجالَ هذه العادة الطيِّبة، وينفقون عليها المليارات سنويًا! تطيبوا واشتروا الطِّيبَ وتهادوه: كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) “إذا أتِي بطيب لم يرده”. يترك جمالنا الخارجي ولباسنا بصمةً لنا يرتاح لها من يرانا، لكن من المؤكد أن الأنفَ يعشق قبل العينِ وقبل القلب، والرَّائحة التي نرتديها تفعل الأفاعيل: “طيب الرَّائحة وطيب القلب يغلب كلَّ طبيب”.

من أجملِ ما وجدتُ من الوصايا في التعطر: عن الصّادق عليه السَّلام قال: ركعتان يصليهما متعطر أفضل من سبعينَ ركعة يصليهما غيرُ متعطر.

أماكن العمل، المساجد، في الدار، مع الأصدقاء، وعلى الخصوص مع الأهل: إذا شموا رائحةَ عطرك الجميلة، وقالوا: الله الله، ما أطيبَ رائحةَ عطرك، قل لهم: هذا من طيبِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم.



error: المحتوي محمي