
حالة مؤسفة تزداد في وسط مجتمع متدين ومتعلم تحتاج إلى وقفة جادة ودراسة مستفيضة للوقوف على أبرز أسبابها، ولعل أهل الاختصاص الذين يعيشون هموم هذه الحالات يمكنهم تحديد أبرز تلك الأسباب وبكل دقة، فإذا عرف السبب بطل العجب.
العجيب أن الحالات في تزايد رغم وضوح أبرز أسبابها، بل كثير من تلك الأسباب باتت معروفة عند الناس وعند المختص، وليتها تستحق الافتراق والطلاق.
نحن حينما يرتفع عندنا السكر وتزداد حالات الإصابة تسخر حملات متكررة لتثقيف المجتمع بأسبابه ومخاطره، وحينما تزداد حالات الإصابة بضغط الدم تسخر حملات أخرى للتعريف بأسبابه ومخاطره للوقاية منه، وحينما يهدد المجتمع بالسمنة تكثر التوصيات وتسخر الإمكانيات والعلاجات للتخلص منها والوقاية من أخطارها.
ولكن حينما يهتز هذا الرباط المقدس ويتحول إلى بناء هش يسقط مع أقل اهتزاز وكأنه بني بلا قواعد وتأسس على أرض من الطين لا تسمح له بالاستقرار لا أحد يستنفر!!
وحينما تتمزق الأسرة التي هي استمرار للمجتمعات وديمومة عيش الإنسان مع شريك بالمودة والرحمة، لا يستحق ذلك الاستنفار والدراسة الجادة!
وحينما نسمع عن هذه الأرقام المخيفة يداخلنا الحزن والأسف لنقول: لا حول ولا قوة إلا بالله حالات الطلاق “زايدة” ثم نمارس حياتنا.
أرقام الطلاق مؤشر خطير يزداد بشكل مريب ولن تتوقف طالما أن الأسباب قائمة والتوعية خجولة جداً سنندب وضعنا وحالنا، وربما يصاحبنا الحزن الشديد ونتحدث عنها في مجالسنا أو تطرح في بعض قنواتنا ومنابرنا بشكل عابر، ولكن كل ذلك ليس حلاً، فالرسالة لا تزال فاترة خجولة لا تصل لحد العلاج أو الوقاية.
نحن نحتاج لحملة بل حملات لمناقشة تلك الأسباب وتسليط الضوء على أبرزها وأخطرها وتثقيف المجتمع بمخاطرها وتحصينه كي يستطيع مقاومتها، وتكثيف المشاركة في توعية شاملة ترقى لحجم تلك المعاناة والظاهرة الخطرة لعلنا نستطيع أن نساهم في تقليص تلك الأرقام والحفاظ على كثير من الأسر قبل الضياع.
وإن لم نفعل ستزداد الأرقام وتتضاعف لنعاود القول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وتستمر المعاناة.