ولو كان بهم خصاصة

من سوء حظي أنني لم أتشرف بمعرفة سماحة الشيخ محمد كاظم الجشي عن قرب، حفظه الله وعافاه ورعاه، وهي خسارة أتمنى أن أتداركها في القريب العاجل إن شاء الله، وأنال هذا الشرف الكبير، كما أنني لا أعرف الأستاذ جمال البصري، والذي نال شرف التبرع بكليته للشيخ الفاضل في بادرة يعجز الإنسان عن وصفها، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في مجتمعنا المؤمن.

وقد قرأت أن أبا محمد هو جليس سماحة الشيخ، ولكني لا أظن أن الكلمة تختصر العلاقة والمكانة التي يحظى بها من الشيخ أو أنه يحملها للشيخ ليكون فقط جليساً من جلاسه يدفعه ذلك للتبرع بجزء من جسمه.

فيقيني أولاً وهي الحقيقة الشاخصة أمامي أن هذا الرجل هو نموذج آخر للعطاء المختلف، والتضحية الفريدة من نوعها والتي أفرزها مجتمعنا وولدتها الأرض المعطاءة بأهل الإيمان والمؤثرين ولو كان بهم خصاصة، هؤلاء الذين يقدرون الأشخاص حيث هم وحيث أهميتهم مكانتهم “المضحى لهم” وليس حيث أي “المضحي ذاته”.

فبغض النظر عن مكانة الشيخ وهي الأهم بلا شك فإنه لابد أن يكون هذا الرجل من هذه النوعية التي رهنت نفسها لربها ودينها ومجتمعها، وهذا ما كان ولسوف يستمر في مثله ومثل أمثاله ومن نغبطهم نحن المساكين الذين نخاف حتى من تقصير شعورنا أثناء الحج خشية على مظهرنا الخارجي فيما يرتقي جمال وأمثال جمال بجوهرهم إلى مستويات لا نستطيع حتى أن نمد رقابنا لنلحظ ما هم عليه في الدنيا فضلاً عن الآخرة، والذي عنده جزاؤهم سبحانه وتعالى.

هنيئاً لك يا أبا محمد بهذه الروح وهنيئاً لكم يا سماحة الشيخ الفاضل بهذا الجليس والذي لا أظن إلا أنه من الخواص والدعاء لكم بالشفاء التام، ولأبي محمد بمثل ذلك ولا حرمنا الله منكم ولا من أمثال هذا الإنسان الذي يعجز الحرف أن يتم الكلام فيه ونحن في قصور عن ذلك.



error: المحتوي محمي