النية وأهميتها في قبول الأعمال

ما هي النية؟ هي اعتقاد قلبي وعزم وإرادة على فعل شيء ما، ويكون محلها القلب ولا تقبل الأعمال العبادية إلا بها.

إن النية هي روح العمل، فالجسد بلا روح لا فائدة منه، ثم إن النية قد تكون صالحة وقد تكون طالحة وتبعًا ً لذلك يتعين الإخلاص لله تعالى والتي دونها يحكم ببطلان العمل، ويحشر الناس يوم القيامة ويحاسبوا على نياتهم أكثر من عملهم، وقد روي أن نية المرء خير من عمله.

إن الرياء مبطل للعبادة بل ومحرم ويعتبر الفاعل آثمًا. وقد تسأل: وما هو الرياء؟والجواب: هو الإتيان بالفعل من أجل كسب ثناء الناس.

روي في الحديث الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “يؤمر برجال إلى النار – إلى إن قال – فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء ما كان حالكم؟ قالوا: كنا نعمل لغير الله، فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممن عملتم له”.

إذن علينا مراقبة أقوالنا وأعمالنا وتهذيب نفوسنا وأن نجعل نياتنا خالصة لوجه الله تعالى لئلا نفّوِّت علينا ثواب أعمالنا.

لكي تتحقق النية الخالصة لله تعالى علينا أن نبتعد عن كل ما يمنع من الإخلاص مثل حب الشهرة والجاه و(ألانا ) التي أسقطت إبليس وطردته من رحمة الله. وهدمت عبادته عن مقامه وقد كان قبل ذلك عابدًا ولكن بـ{أنا} واحدة هدمت أعماله.

يعاقب الإنسان على نيته في عمل المعصية، بل إنه يُعاقب عليها؛ لأنّها عمل القلب ما لم يندم على نيّته ويرجع عنها، والنية الطيبة الصادقة لوجه الله تعالى تزيد في الرزق وتطيل العمر وتحقق الزيادة في الثواب ودخول الجنة.

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة].

وفي يوم القيامة يأمر الله ملائكة أن يقروا الأعمال التي نواها أصحاب النيات الصادقة، فيقول أصحابها: وعزتك إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئًا؟ فيقول: صدقتم، نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها (6).

في الحديث النبويّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: “تفاءلوا بالخير تجدوه”، وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “يحشر الناس على نياتهم”.

عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: “إنّ الله تعالى يدخل بحسن النّية وصالح السريرة من يشاء من عباده الجنة”. وعن الإمام علي عليه السلام: “من حسنت نيته كثرت مثوبته وطابت عيشته ووجبت مودته”. وعن علي بن الحسين (صلوات الله عليه): “لا عمل إلا بنية”.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): “والنية أفضل من العمل، ألا وإن النية هي العمل ثم تلا قوله تعالى: {قل كل يعمل على شاكلته}، يعني على نيته. وعن الإمام الصادق عليه السلام: “ومَنْ حَسُنَتْ نِيَّتُه زِيدَ فِي رِزْقِه”، وعن الإمام الصادق عليه السلام: “ما ضعف بدن عما قويت عليه النية”.

عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَوله: “إِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ لفساد نياتهم وإِنَّمَا خُلِّدَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ لأَنَّ نِيَّاتِهِمْ كَانَتْ خالصة لوجه الله تعالى ، وفي دعاء كميل: “قوِّ على خدمتك جوارحي واشدد على العزيمة جوانحي”.

أَللَّهمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الإيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الأعْمَالِ، اللهم ارزقنا حسن النية والإخلاص في العمل، اللهم إني أسألك قلبًا خاشعًا ولسانًا ذاكرًا.



error: المحتوي محمي