خطوات

مصطلح له أوجه متشابهة يستخدمه المتناقضون بين من يرغب بأخذ المجتمع والجيل الجديد إلى العلو، وبين من يسوقه إلى الانحدار.

فدخول معترك هذا شأنه بأدوات بسيطة وإمكانيات محدودة هو تحدٍ كبير لمجموعة آلت على نفسها أن تغزوا المناخ الفني الذي له مؤسساته وداعموه الدوليون، والذين يسعون إلى سوق الجيل كل حسب خططه وأهدافه.

أما أن ينبري فريق تاروت للإنتاج الفني وبطرق احترافية في صناعة الأفلام القصيرة، والتي من الواضح للجميع أن إنتاج تلك الأفلام من أعقد وأصعب العمليات، خصوصاً إذا ما كانت هادفة وجاذبة لشريحة مهمة من المجتمع وهم المقبلون على مرحلة المراهقة وما قبلها حيث التحديات كبيرة.

فالنص والتمثيل غير المحترف في الأفلام القصيرة سيقتل الفيلم، ولن يؤدي إلى الطموح والهدف الذي أنتج من أجله، بينما نجد أن “خطوات” شق طريقه بخطوات راسخة؛ فحقق مشاهدات كبيرة، بلغت 16 ألف مشاهدة لبعض حلقاته.

هذا المسلسل من خلاله تم اكتشاف جملة من المواهب الفنية، والتي لا تقل أداءً عن فنانين يشهد لهم من قبل أهل الاختصاص، فهو بحد ذاته يساعد على اكتشاف الطاقات وتوجيهها للمجال المناسب للهدف، فقد استطاعت هذه الفئة من الناشئة والشباب أن تقدم برامج منافسة على مستوى عالٍ من الأداء المتميز.

“خطوات” أصبح له مريدوه، لذا تجد الكثير ينتظر وبتشوق حلقته القادمة وبفارغ الصبر، فالكثير من الرسائل الإيجابية والتعليقات التي تصل للقائمين على خطوات لما أحدثه في أنفسهم من بالغ الأثر والتأثير الإيجابي على جملة من الأسر، فقد عبر مجموعة من الآباء عن مدى تأثرهم بما شاهدوه من حلقات في تغيير بعض أنماط سلوكهم تجاه أبنائهم فضلاً عن الفئة المستهدفة من الحلقات.

ومن مقومات نجاح هذا المسلسل أن السيناريو يعرض على جملة من الاختصاصيين التربويين والاجتماعيين والنفسيين ليجيزوه ويتم العمل على تنفيذه؛ هذه الاستفادة من أهل الخبرة أثمرت ردود أفعال مميزة من المشاهدين، حين حصل لبعضهم البكاء والتأثر لصدق الأحداث من جهة، والتعاطي مع الواقع بمصداقية من جهة أخرى.

فخلال حلقاته السابقة -التي ستصل في هذا الموسم إلى ثماني حلقات- عالجت الكثير من المشاكل، حيث تم إنتاج خمس حلقات متنوعة الأهداف، تستغرق كل حلقة في إنتاجها من العمل الدؤوب لهذا الإنتاج البصري المتميز ما يقارب الشهرين من الزمن، فضلاً عن تميزه في الإنتاج، ومنافسة ما تنتجه بعض القنوات الرسمية، وبجهود من كوكبة أخذت على عاتقها إيصال الإنتاج الفني الهادف.

وكما يعلم الجميع أن مثل هذه الإنتاجات -إضافة للجهد والوقت- فهي تعد مكلفة مادياً، ورغم أن أغلب المشاركين لا يتقاضون أي ثمن مقابل، مؤمنين أن الثواب الجزيل من رب العالمين، حيث الصدقة الجارية، وهداية فرد هي خير من حمر النعم، وأن ما عند الله خير وأبقى.

والحلقات التي تم إنتاجها حتى الآن تباعاً هي:

1-الوقاية من التحرش

2- الابتزاز عبر الألعاب الإلكترونية ومخاطرها بجزأين.

3- المراهقة الشرسة بجزأين.

4- جون مولى أبي ذر الغفاري؛ حيث لأجواء محرم الحرام خصوصيته.

5- كرسي الكذب.

وما يميز مسلسل خطوات أنه يستهدف الأعمار من ست سنوات حتى السابعة عشر، ويطرح المعالجات للأحداث وليس ذكرها فقط.

فحري بالمجتمع أن يساهم في نشر تلك الخطوات، التي تنتجها تلك الثلة المباركة عبر نشر الروابط، والاشتراك في قناتهم حتى تصل تلك الأفكار لأكبر شريحة مستهدفة، كما يمكن للمؤسسات التربوية والتعليمية الاستفادة من تلك الخطوات التوعوية.

وأخيراً على المجتمع أن يذلل جميع السبل، ويقدم الدعم لهم بكافة أنواعه النفسي والمادي لقيامهم بهذا الدور الكبير في إيصال الأفكار؛ التربية الهادفة وبطرق فنية راقية.

يمكن مشاهدة الحلقة الخامسة من خطوات “كرسي الكذب”: (هنا).



error: المحتوي محمي