ما أجمل أن تتواصل سُبل تثبيت وتقوية الدين والقيم في المجتمع ببناء المساجد والحسينيات والمراكز الخيرية من جمعيات وغيرها والمساهمة في مساعدة الفقراء والمعوزين في شتى بقاع قطيفنا العزيزة.
والأجمل أن ننتقل من مرحلة المساجد الضخمة إلى مرحلة أن نبني ما نحتاجه مما يُساهم في تكامل المجتمع وتطوره ونفكر ملياً في كيفية البناء وحجمه ونوعه ولنفكر بدلاً من بناء مسجد كبير بطاقة ألف مصلٍ إلى مسجد يتناسب وحجم المصلين في تلك المنطقة أو المحلة ونقسم تلك الأرض إذا كانت كبيرة قبل أن تُقسم إلى مشاريع ثقافية واجتماعية وخيرية.
فشكراً لمن بنى وشارك في عمارة هذه المساجد الجميلة “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ..” وشكراً لمن تمكن من بناء المسجد والمركز الخيري وغيره مما يخدم الإنسان.
إن تقسيم أرض كبيرة يُراد بناؤها لمسجد إلى ثلاثة مشاريع أو أربعة – قبل إيقافها شرعاً- مثل إنشاء مكتبة تتوفر فيها الكتب المفيدة وصالات القراءة وقاعات للقاء الفكري والثقافي والتدريبي ومبنى لمركز صحي يساهم في الحفاظ على صحة الناس ويمكن لمثل هذا المركز من التنسيق مع الوزارات المعنية فبدلاً من الإيجار لمباني لا تتوفر فيها التقسيمات المناسبة الصحية فيمكن أن يحل هذا محله ويكون بديلاً مؤقتاً حتى تبني الوزارة المبنى الرسمي.
ويمكن الإستفادة منه للرعاية الأولية للمسنين وذوي الحاجات وغيرها من المشاريع الخيرية الاجتماعية المفيدة.
ولا يقتصر هذا على أرض المسجد بل لأن العدد يزداد في حجم المساجد الكبيرة وما يكلفه من تكييف وأثاث قد لا تحتاجه تلك المنطقة لتعدد المساجد أو لتواضع عدد المصلين هناك وربما بني لوجود حاجة مؤقتة لاستعماله مع سعته الكبيرة لبعض المناسبات السنوية مثلاً، فإن تكلفته الباهضة بناءً وتشغيلاً خصوصاً تكييفه،ليدعو للتفكير الجدي في إعادة هيكلية تفكيرنا في مثل هذه المشاريع الخيرة والعظيمة لننفتح على مشاريع اجتماعية خيرية أخرى.
حبذا لو نبدأ من اليوم بالتفكير في كيفية بناء أماكن يستفيد منها الناس فقد كان أجدادنا يوقفون السواقي من المياه للمارة ويحفرون الآبار لإفادة الناس وكانت أكثر حمامات المناطق الارتوازية يقوم بحفرها وبنائها أهل الخير والصلاح ولم يكتفوا بنوع واحد بل كانت كثيرة ومفيدة.
أدعو الجميع للتفكير الجدي في أي مشروع لمسجد قادم بدراسة ميدانية جيدة للقيام بحاجات الناس وإفادتهم بشكل يقدم خدمة جيدة لمستقبلهم لاسيما جيل الشباب الذي هو المعني بمثل هذا الأمر فإنه هو من سيرث هذه المشاريع ويستفيد منها.