هل علمتنا كورونا الدرس جيداً
أم تخرجنا بلا حفظ لدروسها القاسية، هي جامعة عالمية لكل اللغات والأجناس وفي توقيت موحد.
علمتنا أن القدرة الإلهية تستطيع أن توقف العالم وتحاصره. علمتنا أن الإنسان ضعيف بسيط رغم غطرسته محدود التفكير والقدرة لفايروس متواضع كان هادئاً لطيفاً مع الصغار يتحرك دون فتك ويتنقل ببطء وكأنه يقول احذروا ما هو أسوأ ولا يأخذكم الغرور للهاوية.
علمتنا أن الوقاية بالنظافة والتطهير والانتظام وترك الزحام وغسل اليدين وهي من السنن والمستحبات تركها الناس ليعلموا أنها كانت حصانة ووقاية من كل داء.
علمتنا أن الإنسان يستطيع العيش والتنازل عن كثير مما اعتبرها ضروريات ليتعلم بالتجربة أنها كماليات أجبر على التمسك بها رغم إجهادها له. فقد تغيرت قوانين الأفراح والأتراح وطبيعة العمل والحياة والدراسة حتى أقحم الجميع في عالم التقنية من صغيرهم وحتى شيخهم الكبير.
درس من أكثر الدروس شمولية وتجربة خاضها العالم ليكتشف الكثير من الأسرار رغم غياب الكثير منها عن إدراكه ولا تزال محل ذهول وحيرة وتعجب يبحثون عن تفاصيلها ولم يعرفوا بعد فك الشفرات المعقدة.
البعض زاد إيمانه وقناعته ليكون وضعه أفضل وأجمل من السابق مع الله والاستفادة من هذه التجربة.
والبعض ربما لم تغير فيه شيء سوى ما أجبر عليه من الوقاية والعزلة والقوانين الملزمة ليعود دون تغيير أو عبره.
أما البعض الآخر فلا يعتبر ما جرى درساً يستحق مراجعته بعد زوال الجائحة بل اعتبر نفسه مأسوراً مقيداً ليعاود التمرد والانطلاق دون أخذ العبرة والعودة لله بعد كل ما رأى من بلاء هذه الجائحة فهي في نظره لا تعني له شيئًا يتعلق بالسماء كي يستقيظ من غفلته.
نسأل الله أن نكون ممن استفاد من هذا البلاء في إصلاح نفوسنا وتهذيب سلوكنا والعودة لله تعالى والاعتراف بتقصيرنا لنعاود العمل سعياً لرضا الله سبحانه وتعالى.