اكتسى البهو والعيادات الخارجية في مستشفى القطيف المركزي يوم الاثنين ١١ أكتوبر ٢٠٢١م، باللون الوردي إعلانًا عن احتفاء شبكة صحة القطيف بالشهر العالمي لسرطان الثدي، وللتأكيد على ضرورة التثقيف والتوعية بالمرض والدعوة إلى الفحص المبكر، مع التوجيه لطرق التشخيص والعلاج في المنشآت الصحية التابعة لوزارة الصحة.
وأطلق المستشفى حملة تحت شعار “صحتك تزهر” نظمها قسما التثقيف الصحي والرعاية النموذجية بالمستشفى، بالتعاون مع أقسام؛ التغذية، ولجنة الرضاعة الطبيعية، وقسم الأشعة، بالإضافة إلى قسم التطوير المهني للتمريض، وقسم الجراحة.
واستهدفت الحملة التي دشّنها رئيس تشغيل شبكة صحة القطيف الدكتور رياض الموسى، بحضور عدد من الكوادر الصحية والفنية والإدارية بالمستشفى، منسوبي ومنسوبات ومراجعي العيادات والزوار في مركزي القطيف.
وقاد الحملة ١٨ كادرًا صحيًا وفنيًا، من منسوبات مستشفى القطيف، للتعريف بستة أركان تثقيفية صحية تبدأ بالركن التعريفي بقيادة طالبات سنة الامتياز في التمريض حيث يتم فيه تعريف المرض وإعطاء نبذة مختصرة عن الأسباب والتشخيص وطرق العلاج، بعده ركن الرضاعة الطبيعية، والأشعة، والتغذية، الرعاية النموذجية، وركن الفحص والعلامات المنذرة.
من جانبها، أوضحت مشرفة الحملة رئيسة قسم التثقيف الصحي جليلة الخباز لـ«القطيف اليوم» الهدف من إطلاق الحملة السنوية لمرض سرطان الثدي في شبكة صحة القطيف وهو التوعية بالمرض لجميع النساء والرجال على حد سواء، مبينة أنها بدأت في المستشفى والمراكز الصحية ومنه سيتم الخروج إلى خارج المنشآت الصحية، إلى الأسواق، والضمان الاجتماعي، والواجهات البحرية.
وأعرب الدكتور رياض الموسى عن حزنه كون سرطان الثدي من الأورام المنتشرة بشكل كبير في المملكة والمنطقة الشرقية بشكل خاص، مرجعًا فقد الكثير من الأحباب إلى تأخر تشخيص المرض وعلاجه بالعلاجات المتوفرة حاليًا، مبينًا أن اكتشافه متأخرًا يؤثر على النتائج ويتم التشخيص في مراحل متقدمة.
ولفت إلى أن الفعالية مستمرة في منشآت شبكة صحة القطيف، داعيًا جميع السيدات إلى إجراء الفحص الخاص بالماموجرام لمن تنطبق عليهم الشروط وحجز موعد في مركز مي الجبر بالدمام، كاشفًا عن قرب توفير جهاز أشعة ماموجرام في مركزي القطيف حيث تم الانتهاء من معاملة توريده وينتظر لتركيبه.
وطالب أفراد المجتمع بالالتزام بمتابعة الحسابات والمواقع الرسمية التي تقدم خدمات توعوية المختصة بصورة نصائح استشارية، مثل؛ موقع وزارة الصحة، وموقع تجمع الشرقية الصحي، وشبكة صحة القطيف والمراكز الصحية التابعة لها.
وأشارت مثقفة الصحية زينب الشيخ إلى أهمية الفحص الذاتي من قبل السيدة وقالت: “عند ظهور علامات للإصابة بالمرض أثناء الفحص الذاتي عليها التوجه فورًا إلى الطبيب للخضوع للفحص الإكلينيكي، وبالأخص عند ظهور هذه العلامات؛ تيبس، تصدع داخل الصدر، تأكل في الجلد، احمرار حول الحلمة، ثقوب في الجلد، وضمور الحلمة”، مشددةً على الكشف المبكر بأشعة الماموجرام لكل سيدة فوق ٤٠ عامًا، أو أي سيدة عمرها أقل من ٤٠ عامًا، إذا كان عندها تاريخ مرضي لسرطان الثدي أو الرحم.
وعرفت الممرضة كوثر العسيف في ركن الرعاية النموذجية “البرنامج الوطني لفحص الثدي” والذي يستهدف جميع منسوبي شبكة صحة القطيف وأفراد المجتمع من الرجال والنساء لعمل الفحص المبكر للثدي، والذي يتم الدخول له عبر الرابط الخاص به، ويستطيع من خلاله الجميع حجز موعد أشعة ماموجرام، في مركز مي الجبر بالدمام.
وذكرت أن الفحص المبكر يقدم للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ٤٠ عامًا فما فوق، ومن هم دون سن ٤٠ عامًا ولكنهم يشتكون من أعراض أو مضاعفات، فهؤلاء يتم حجز موعد لهم في المراكز الصحية في القطيف، ويتم التواصل معهم بخصوص الموعد مع الجوال، أو التوجه إلى عيادة سرطان الثدي بمركز صحي التوبي، ليتم فحص السيدة إكلينيكيًا وعمل التحاليل اللازمة لها أو تحويلها لـ مركزي القطيف لاستكمال التحاليل والتشخيص والحالة الصحية.
وتطرقت اختصاصية الأشعة هنادي الغاوي إلى التعريف بأنواع الأشعة المستخدمة في تشخيص سرطان الثدي معتبرةً الأشعة عين الطب، حيث تستخدم منها ثلاثة أنواع لتشخيص سرطان الثدي وهي؛ أشعة الماموجرام والتي تجرى للسيدة عندما ترغب بالفحص الروتيني السنوي عند بلوغ سن ٤٠ عامًا فما فوق، وفي حال ظهور أعراض قوية وتاريخ مرضي فإنه يمكن أن تخضع لها السيدة في عمر أقل من ٤٠ عامًا، وفي حال عدم وجود أعرض أو تاريخ مرضي في عمر ٤٠ عامًا وأقل فينصح بعدم إجراء أشعة الماموجرام لأن كثافة الثدي لم تنضج بعد.
وأضافت الغاوي أن الطبيب يستعين بالأشعة الصوتية لجميع الأعمار في حال ظهور كتل في الثدي، وعند أخذ خزعة من الثدي في عيادة الجراحة فإنه يحول ويكون تحت الأشعة الصوتية، ويتم تحليلها لمعرفة نتائجها إن كانت سرطانية أم لا، منوهًا بأن استخدام أشعة الرنين يكون مكملًا لتشخيص بعض الأورام كونها لا تظهر بشكل واضح إلا بأشعة الرنين.
من جانبها، أكدت منسقة لجنة الرضاعة واستشارية الأطفال والعناية المركزة لحديثي الولادة استشارية الرضاعة الطبيعية الدكتورة غنيمة الزاهر لـ«القطيف اليوم» أهمية دور الرضاعة الطبيعية في تقليل التبويض، مما ينجم عنه تقليل هرمون الإستروجين لمدة طويلة والذي بدوره يعطي حماية من سرطان الثدي، مبينة أن الرضاعة تعتبر مانعًا طبيعيًا ضد الحمل ولا تحتاج السيدة بتلك الفترة لأخذ حبوب منع الحمل وهذا يقلل من الإصابة بالسرطان.
وبينت أن من فوائد تكرار مرحلتي الحمل والرضاعة أنه يصاحبهما تجديد خلايا الثدي ويتم خلالهما التخلص من الخلايا التي تتحول إلى خلايا سرطانية في المستقبل، مؤكدة أن الدراسات أثبتت أن الأم عندما ترضع طفلها لمدة ١٢ شهرًا فهذا يقلل الإصابة بسرطان الثدي بنسبة ٢٦٪ وسرطان المبايض بنسبة ٣٧٪.
ولفتت الزاهر إلى أنه قد تصاب السيدة بسرطان الثدي وهي في فترة الحمل ولما بعد الولادة لمدة سنة حيث إن أعراضه تشبه أعراض مشاكل الرضاعة الطبيعية من حيث الاحتقان وانسداد القنوات، وعليه يجب علاجه عند اختصاصية الرضاعة التي بدورها تحولها لـ اختصاصية الجراحة، منبهةً بأنه عند أخذ علاج لمدة ٧٢ ساعة ولم يحدث تحسن من الممكن حدوث انسداد القنوات في نفس المكان وبصفة متكررة.
وحذرت من خطر العلاج الكيماوي والإشعاعي على الطفل أثناء الرضاعة، مشيرةً إلى أن هذين العلاجين يقللان من كمية الحليب في المرات التالية من الحمل.