وش الي ضيعنا (1)
إنه صار وقت من وقتنا الثمين مقتطعًا إلى تصفح البرامج التي تبث حياة فلان وعلان، وعلانة وفلتانة والاستمتاع بحياتهم التافهة أو الجميلة كما يوصلنا مع أن الحياة الطبيعية غير ذلك تمامًا ومن ثم يندس في بعضنا الخيبة والخذلان بأن الحياة لدينا ليس بمثل تلك المثالية العارمة.
وش الي ضيعنا (2)
بأنه بناتنا وأولادنا صار شغلهم الشاغل بيت هذا المشهور ولبس هذه المشهورة مما جعل لدى بعضهم عدم القناعة بما يمتلكه والبحث عن المال بطرق ربما غير صحيحة وشراء ما لا يحتاجونه فقط للفشخرة والهياط وبث الإحساس بداخلهم بأنهم مثل هؤلاء المشاهير ولو بقليل وعدم الإحساس بالنقص.
وش الي ضيعنا (3)
تداول مقاطع للمشاهير وهم جايبين العيد في أنفسهم ونشر تلك القيم علنًا سواء لفظًا أم فعلًا، وحقن الأفكار السيئة وجعلها على مر الأيام شبه عادية حتى لو كانت خادشة للحياء، حيث التعود على السماع والنظر يجعل البعض متلبد الحس لا وأكثر من ذلك لربما قلد تلك الأشياء بحس ميت.
وش الي ضيعنا (4)
صرف أغلب ما يمتلكه البعض على إعلانات فلان وفلانة وتكديس الأشياء غير الضرورية وضياع أموال ربما كانت تساعد في شراء عقار أو تحقيق إنجاز ينفعهم في خضم تلك الحياة الصعبة، ولم يعد المستهلك يفكر بسوى ما أعلنوه والخصم الذي يتبعه وللأسف ناسين أن المعلن يزيد وهو ينقص وهذه أرزاق لا دخل لنا فيها ولكن العقل يميز.
وش الي ضيعنا (5)
إن حياة بعضنا تركز على ماذا حصل للمشهور زوج المشهورة وللمشهورة زوجة المشهور، وماذا حصل للمشهورات وإلى أين وصل شتمهم وسبابهم لبعضهم البعض، وماذا حصل لهذه المشهورة حين غارت على المشهور الذي تزوج، وماذا حصل للمشهور والمشهورة اللذين يتنمران على بعضهما البعض وهلم جرة مما يزرع في داخلنا الكراهية والتشفي والعاطفة غير الهادفة وهذا خطير على أنفسنا وعلى المجتمع حولنا.
وش الي ضيعنا (6)
إن بعضنا لم يعد يقرأ ولم يعد يشتري الكتاب أصلًا ولم يعد يقضي بعض وقته أقلا في الأشياء المفيدة الهادفة
ولم يعد يفكر في المستقبل بشكل صحيح ومرتب ولم يعد يعي خطورة بعض المبادئ والقيم التي تنسل منه دون وعي كامل لم يعد نظيفًا من الداخل لتداخل بعض الأفكار والأفعال الدخيلة السيئة.
وش إلي ضيعنا (7)
تتبع حياة المشاهير بكل زاوية ولو كانت تافهة ومزيفة وحتى إن كان لبعض المشاهير حياة متواضعة وكريمة، تتبع حركات بعضهم وإن كانت مخلة بالأدب العام والخاص ولربما التقليد عليهم وخصوصًا من صغار السن والعقل. تتبع سفرياتهم ومكان سكناهم وطلعاتهم بكل وقت دون رقيب ودون تقييم للوقت ووجودهم في المطاعم والكافهيات التي تشعر البعض بضرورة الخروج والتسكع للترفيه وإن لم يحصل ربما شعر البعض بالكآبة والحزن والمرض.
وش الي ضيعنا (8)
تبدل أحلام بعضنا بعد أن كانت الأمنيات دكتورًا، مهندسة، طيارًا، معلمة تبدلت بعضها إلى أن تكون ويكون من المشاهير ليس إلا هاجس الشهرة وكيفية الوصول إلى ذلك أصبح أمنية البعض حيث اللبس والأكل والمقتنيات بالمجان وعلاوة على ذلك المال الوفير مما جعل العلم يبكي جانبًا لقلة سالكيه.
وش الي ضيعنا (9)
الولوج في حياة السوشيل ميديا والانخراط في محتواه أصبح الملاذ الأكثر راحة لدى بعضنا فأصبحت الدور مهجورة رغم وجودهم، والسوالف ميتة رغم أنفاسهم الحية، والجلسات الممتعة المتأطرة بالحب انقلبت إلى ضجيج الجوال والتنقل عبر حساب فلان وفلانة، والضحكات باتت عبر التصفح فقط.
وش الي ضيعنا (10) والختام
لا نعطي والدينا اهتمامًا كالسابق لا نعير لإخواننا وأخواتنا بالًا كما سلف، لا تهمنا الاجتماعات العائلية، لا يوجد لدينا وقت كاف للتحاور مع أولادنا وتتبع ما يدور في خاطرهم وماذا يتابعون، ليس لدينا همة لقراءة شيء من القرآن أو تصفح كتاب أو مشاهدة المفيد عامة.
هذا وألف الصلاة على محمد وآل محمد. ربي اجعلنا ممن قلت فيهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.