
تنفس العالم الصعداء بعد عودة عمل تطبيقات التواصل الاجتماعي، واتساب، وفيسبوك، وإنستغرام…؛ قضى الكثير أوقات صعبة ومملة كونه لم يتمكن من التواصل، كما شهدت التطبيقات الأخرى التي كانت متاحة مثل تكتوك، تويتر إقبالًا متزايدًا.
إن ما يهمنا في هذه المقالة الوقوف على مسألتين؛ الأولى مدى إدماننا على تلك الوسائل التي تحولت إلى شغف مستمر لا نمل منه، الثانية مدى اعتماد حياتنا على تلك المواقع، إذ تحققت لنا خسائر اقتصادية تتمثل في أعمالنا التي ننجزها عبر الفيسبوك أو الواتساب أو إنستغرام.
أظهر ذاك العطل بصرف النظر عن سببه كم هي حياة البشر ضعيفة وكم أضعفتها الرقمنة وكم أفادتها في نفس الوقت، وحين نوسع الدائرة أكثر من تعطل دام لساعات فقط وهو الأطول على أي حال نصل لنتيجة أننا أمام كوارث كبرى على صعيد البشرية في حال حدوث حدث كوني مثل عاصفة شمسية وقطع التيار الكهربائي عن المدن بسببها. كل ذلك يشي لنا بضعفنا أمام هذه الحياة.
كشخص مستخدم لتلك الوسائل شعرت أن مصيري معلق بيد تلك الشركات الضخمة مثل قوقل، شعرت أن مصالحي الاقتصادية وجزءًا مهمًا من حياتي بات رهنًا لعمل تلك الشركات واستمرارها، ومن هنا يجب فك الاحتكار على تلك الشركات، فما المانع من صنع آلاف الأفكار المنافسة لقوقل في الفضاء الإلكتروني، وما المانع من إنشاء مواقع تواصل اجتماعي بديلة، حيث نجح الصينيون في صنع التكتوك، ما المانع من أن ننجح نحن في العالم العربي وخاصة المملكة في صنع تطبيقات إلكترونية ذات بعد تواصل اجتماعي ونحن دولة قادرة وقوية ومقتدرة لديها من الطاقات التقنية الشبابية الكثير لتحقيق هذه الأحلام، خاصة أن بلادنا أصبحت من الدول المتقدمة جدًا في مجال الرقمنة.
في الحقيقة حفزني الحدث لأكتب هذه الحروف؛ موجهًا رسالتي للجيل الشاب في المملكة إلى تبني أفكار خلاقة تُفضي إلى أعمال مبتكرة وجديدة في عالم مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يمكن تحقيق هذا الحل وصنع تطبيق عالمي بأيادٍ سعودية.