الخامس من أكتوبر من كل عام والذي يُصادف هذا اليوم، يُمثّل مناسبة عالمية مهمة تُفاخر بها الأمم والشعوب والمجتمعات، ألا وهي الذكرى السنوية لليوم العالمي للمعلم، الاحتفالية الدولية التي تُشارك فيها بكل فخر وتكريم كل دول العالم، تثميناً واعترافاً بقيمة ومكانة المعلم في يومه العالمي.
وتُنظّم هذه الاحتفالية العالمية الخاصة بالمعلم منذ العام 1994 والتي أُقرت بعد توصية مشتركة بين منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية في عام 1966 لمعرفة واقع التعليم وكيفية النهوض به في العالم. وقد حددت تلك الاتفاقية الكثير من المؤشرات والتوصيات المرجعية المتعلقة بحقوق وواجبات المعلمين ووضعت المعايير والخبرات الأولية لإعداد وتدريب العاملين في إطار التعليم، إضافة إلى مقاربة العديد من الصعوبات والمعوقات والتحديات التي تواجه هذه المهنة الشاقة.
وبعد مرور عام ونصف العام على تفشي جائحة كورونا، حيث تعرض قطاع التعليم كغيره من القطاعات والمجالات للكثير من الصعوبات والتحديات، أهمها على الإطلاق هو إغلاق المدارس والجامعات في العالم لشهور طويلة والاتجاه للتعليم عن بعد والذي فتح آفاقاً واسعة ومتعددة لم تكن محل اهتمام واستخدام، ولعلّ النجاحات الباهرة التي حققها التعليم عن بعد “Distance Education”، جعل من صنّاع التعليم في دول العالم يؤمنون بضرورة تثبيت هذا النوع من التعليم في أجندة وطرق التعليم الحديث. ولا شك أن التعليم عن بعد هو تطور طبيعي لواقع العصر الحديث الذي أصبح محاطاً بشبكة من الإنترنت بكل وسائطه ووسائله وتقنياته.
وتأتي هذه المناسبة الأممية الرائعة لهذا العام في ظروف إيجابية تمثلت بانحسار لهذه الجائحة، الأمر الذي ساهم في عودة التعليم الحضوري في المدارس والجامعات، باستثناء المرحلة الابتدائية التي مازالت بطريقة التعليم عن بعد ولكن المؤشرات تُرجّح عودة الدراسة فيها حضورياً في القريب العاجل.
والكتابة عن المعلم ومكانته السامية ودوره الكبير في صنع الأجيال وتشكيل الوعي، كتابة تحتاج للكثير من الصفحات والمقالات، فالمعلم هو المربي الذي يغرس القيم والمُثل في فكر ووعي أطفال وشباب الأمم والأوطان.
إن ضخامة الدور الذي يتحمله المعلم والمعلمة في بناء شخصية الطالب والطالبة، يستحق التقدير والاحترام، بل والفخر والإعجاب. وكم هو رائع وضروري لو رافق هذه الاحتفالات بيوم المعلم في كل عام، حزمة من الامتيازات والحوافز التي يستحقها المعلم ليواصل عطاءاته وتضحياته في أشرف مهنة وأسمى رسالة.
المصدر: صحيفة الرياض.