“الحمد لله نجحت حملة التبرع في جمع العشرة ملايين” وأنا أقرأُ هذا الرقم تفاءلتُ بأنه من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين، أُكمل فأكتشف أنه من أجل دِية!
هنا لن أتحدث عن مبالغ الديات المجنونة كجنون جريمة القتل والتي من آثارها قتل عائلة القاتل ماديًا ونفسيًا وهم يستجدون الناس لتسديد مبلغ الدية.
ما أريد الحديث عنه هو: هل يستحق ذلك القاتل هذا الجهد والبذل لإنقاذه من القصاص؟ لن أجيب بـ”نعم” أو “لا” بصورة مطلقة، ولن أكون قاطع طريق لمن يسعى لإنقاذ تلك الرقاب من السيف.
سابقًا كنت أتصور أن من حُكم عليه بالقصاص ستكون حياته في السجن توبة وندامة ولكن لم أكن مصيبًا دائمًا، فبعضهم بالفعل بعد مرور سنوات في سجنهم استشعر حالة الندامة والألم بينما آخرون وفي الوقت الذي يسعى أهلهم إلى تنازل أهل الدم عنهم وهم يجمعون من أجلهم الملايين، في هذا الوقت ترى ابنهم القاتل غارقًا في المخدرات ولعب القمار والمضاربات!
لذلك قبل أن تساهم في أي حملة لتغطية دية أحدهم اسأل عن وضعه في السجن قبل أن تكون مساهمًا في إطلاق مجرم -ربما- سيرجع قريبًا إلى السجن بجريمة أخرى. والأمثلة موجودة!