ذكر المدرب محمد صالح المشعل أنه لا توجد خطة ميزانية موحدة يمكن أن نُعممها على جميع الأسر، حيث يختلف حجم الإنفاق من أسرة إلى أخرى، لأنه يتحكم في ذلك عدد أفراد الأسرة وأعمارهم وإن كانت لديهم ميول وهوايات وكذلك الظروف الصحية والدعم الخارجي، مطالبًا بعدم المقارنة بين رب أسرة قد أنجز وآخر لم ينجز شيئًا، مؤكدًا أن الاستقرار المالي ليس بكثرة المال وإنما بِحُسن التصرف وجودة الصرف.
وشدد المشعل على أهمية الوعي المالي والثقافة المالية للأسرة حتى يكون لديها القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة وذكية بأموالها وفهم المشكلات المالية والسيطرة على الرغبة في الشراء وترتيب الأولويات والمفاضلة بينها.
وأضاف أنه لابد أن يُصاحب تحسين الوعي المالي للأسرة تغيير الأنماط الاستهلاكية، ومعرفة أن الكماليات أمور لا تعتبر أساسية في الحياة حيث تتسبب في إنفاق الكثير من الأموال، ولذلك يجب التقليل منها ما أمكن والتركيز على الأساسيات، وأن تعيش كل أسرة بقناعة وِفق قدراتها، مبينًا أنها بذلك ستنجح في ادخار أموال لم تكن تتوقع توفيرها.
وأوضح أن الادخار ليس لأصحاب الدخل المرتفع فقط، بل أيضًا لأصحاب الدخل المنخفض، قائلًا: “من الضروري تعلم الأشخاص كيفية الادخار حتى لا يقعون في ورطة مالية، حيث إن غياب ثقافة الادخار تحوّل الأشخاص إلى الاستهلاك السلبي، فيصرفون من دون تخطيط أو تقدير، ومن ثم تكون النتيجة الوقوع في براثن الديون”.
وأضاف أن ثقافة الادخار تزيد من القدرة على وضع سياسة إنفاقية متوازنة، تلبي الاحتياجات، وتمنح هامشًا ادخاريًا من الراتب الشهري، وأن بداية الاستثمار ادخار، لافتًا إلى أن الادخار يكون سهلًا في بداية الحياة الزوجية باتباع أسلوب التوفير وعدم الهدر المالي الذي لا جدوى منه.
وأكد على ضرورة عمل صندوق للطوارئ، وأن تسعى كل عائلة للحفاظ على هذا الصندوق تحسبًا للظروف وحدوث مشكلة طارئة غير متوقعة، مشيرًا إلى أن صندوق الطوارئ يُساعد على تجنب الديون المستقبلية وتوفير بعض الأمان المالي.
وتناول “المشعل” المفاتيح الذهبية لتغيير السلوك المالي ومن أهمها؛ تجاهل إعلانات مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي أو القيام بإلغاء متابعتهم حتى لا يكون الشخص كون فريسة سهلة لهم أو متابعتهم بذكاء، إضافةً إلى الالتزام بقاعدة “لا تشتر إلا ما تحتاج إليه أو لا تذهب” إذا كان الشخص من هواة التسوق في المجمعات التجارية الكبيرة.
وقال: “يجب معرفة كيفية التصرف في السوق ولا تقع في مصيدة الخصومات والعروض التسويقية إن لم تكن بحاجة لها، فهي هدر للمال ومكسب للتجار، وكذلك البحث والتركيز على البدائل، فكل سلعة لها بديل يُناسب ميزانية الأسرة”.
وتطرق إلى الحديث عن ضبط المصاريف وذلك بتوحيد مصدر الصرف وابتكار أساليب جديدة، مع ضرورة مشاركة أفراد الأسرة وتدريبهم من قبل رب الأسرة وتفويضهم بإدراة مصروفهم، وتعريفهم بالدخل الشهري وأين يذهب؟ والوضوح في ذلك، والمرونة، وتوفير مبلغ جانبي شهريًا لا يمكن الوصول إليه إلا للحاجة القصوى، وترتيب الأولويات والابتعاد عن اقتناء كماليات جريًا وراء الموضى وما هو جديد دون تخطيط وتنظيم للميزانية.
واختتم “المشعل” اللقاء الذي نظمته جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف، تحت عنوان “كيف تُدير ميزانية أسرتك”، يوم الأحد 3 أكتوبر 2021، عبر منصة “زووم “الافتراضية، قائلًا: “وهنا يأتي دور المحاضرات التوعوية والإرشادية في كيفية إدارة ميزانية الأسرة وتتضح أهمية الالتحاق بدورات كثيرة في الجانب التوعوي والثقافة المالية والإيمان بالوعي المالي كفكرة ومبدأ”.