عكست الفنانة التشكيلية فاطمة جعفر الجارودي حُبها للحياة وبث روح التفاؤل والإيجابية بلوحة غنية بالتفاصيل المُعبرة، من خلال إضفاء طابع خاص على طاقة اللون، ومحتوى مميز يمزج بين الطاقة الإيجابية والسعادة بألوان مبهجة، حيث تعتبر اللوحة خطابًا بصريًا ورسالة تعبيرية إلى نفس المتلقي.
وشاركت الفنانة التشكيلية الجارودي المنحدرة من بلدة التوبي بمحافظة القطيف في أحد أركان نادي الفنون بجائزة التفوق الدراسي بالتوبي، ضمن الفعاليات التي نظمتها إدارة المراكز الصحية بشبكة القطيف، ممثلة في عيادة الخدمة الاجتماعية بمركز صحي حي الرضا، بمناسبة اليوم العالمي الخيري، والتي تضمنت حملة توعوية بعنوان “لا للمخدرات.. نعم للحياة”، احتفاء باليوم العالمي للمخدرات، وأقيمت في قاعة الملك عبدالله الوطنية للمناسبات بالقديح، على مدى يومي الخميس والجمعة 30 سبتمبر 2021 و1 أكتوبر 2021.
وذكرت لـ«القطيف اليوم» أن اللوحة عبارة عن فتاة مبتسمة تظهر أسنانها المتلألئة وفوق رأسها زهرة دوار الشمس بلونها الأصفر الملفت للأنظار، لافتةً إلى أن الفكرة بهذه اللوحة أخذت منها وقتًا طويلًا لتُناسب اليوم العالمي للمخدرات، وقالت: “إن الإيجابية تُبعد الفرد عن الانجراف لتيارات الدمار النفسي واليأس من الحياة بتعاطي المخدرات”.
وعللت سبب اختيار اللون الأصفر في لوحتها بأن اللون الأصفر يُمثل قمة التوهج والإشراق، ويُعد أكثر الألوان إضاءة ونورانية، ومن أقوى الألوان التي تبعث الطاقة، وأنه لون الانطلاق في الحياة، وأفادت بأن اللوحة استغرقت 10 ساعات من العمل، خلال يومي الفعالية حتى اكتملت.
وكانت بالقرب منها شقيقتها حوراء التي شاركت بلوحة “برائحة القهوة” والتي قالت: “لقد أحببت الفن وأنا أرى شقيقتي تُبدع بالرسم وأصبحت أُقلدها، فأنا لست فنانة مثلها ولكني أحاول، وشاركت بلوحة تزينها حبات البُن لأني أعشق القهوة وعندي حبات بُن لم أستخدمها لمرارتها، وهنا ولدت لدي فكرة البحث عن كيفية إضافة حبات البُن للوحة وتعلم ذلك بالاطلاع واستكشاف هذا الفن، وبدأت بالعمل والذي استغرق 3 ساعات، برسم فتاة صغيرة سمراء وشعرها من حبات البُن، ليضيف له لمسات خامة بارزة، وقد استعملت ما يقارب ربع كيلو من حبات البُن، إضافة إلى ألوان الإكريلك في التلوين”.
وأكملت: “من منا لا يرغب في احتساء فنجانًا من القهوة، فالقهوة تُعتبر مشروباً يُعد من بذور البُن المحمصة، وتحتوي على الكافيين المادة الكيميائية من زُمرة المنبهات والإفراط فيها يؤدي إلى حدوث القلق وفقد لذة الحياة، ومن هذا الجانب رأيت أن هذه اللوحة تُعبر عن هذه الفعالية”.
ومن ركن آخر لنادي الفنون كانت برفقة ندى عبدالله النطار الحاصلة على بكالوريوس الجغرافيا والتي تمسك بيديها خيطًل وإبرة وقماش الإيتامين وبالقرب منها خداديات وتصاميم مطرزة، والتي قالت: “لقد بدأت بالتطريز منذ سبع سنوات، فأنا أهوى الأشغال اليدوية، والتحقت بدورات لتعلم فن الديكوباج وفي مجال التطريز العادي وأنواع الغرز”.
وتابعت: “لم أتأثر بأي شخصية، فقد كانت هواية لحب الأشغال اليدوية وتجربة أنواع الخياطة إلى أن استقررت على تطريز الإيتامين، وكانت بدايتي إلى الأهل والأقارب، وبدعم منهم ومن زوجي عملت صفحة في تطبيق الإنستغرام وطورت نفسي كثيراً”.
وأضافت: “التطريز على أقمشة الإيتامين فن ظهر منذ قرون، وتتعدد وتتنوع طرق التصميم به، كما تختلف أساليب التطريز والأقمشة، فهو نسيج شبكي مصنوع من القطن أو الألياف الصناعية، ويستعمل الإيتامين في أغراض متعددة كالستائر والمفارش والمعلقات والوسائد وأغطية المخدات وغيرها”، منوهةً بأن أشغال الإيتامين إحدى إبداعات أشغال الإبرة، مشيرةً إلى أنها تستخدم برنامجًا خاصًا للإيتامين وخطوطه باللغة الإنجليزية وغير مُعرب.
وأشارت إلى أن أطول فترة زمنية قضتها بعمل تطريز بالإيتامين استغرقت أسبوعين لتنفيذ تفاصيل دقيقة جداً وكانت بخدادية مشغولة إلى عروس، لافتةً إلى أنها تستمتع كثيراً وهي تمارس تطريز الإيتامين وتعتبره مُتنفسًا للتعبير.
وتحدثت عن موقف محرج بكت فيه عندما طلبت منها عميلة أن تنجز لها مخدة مطرزة في عجلةٍ، وعندما انتهت وفي مرحلة الكي بمكواة البخار ظهرت بقع وضاع جهدها وكأنها لم تنجز شيئاً، وأيضاً عندما اشتغلت على مخدة باسم “كيان” ظنًا منها أنها بنت، وفي وقت التسليم اكتشفت أنه ولد.
وعبر الفنان التشكيلي حسن حسين المرهون عن اليوم العالمي للمخدرات بلوحة تُتحدث عن الوقت المهدر من قبل المدمنين، واستخدم فيها الوان الإكريلك على لوحة كانفاس.
وقال: “لقد تلقيت التشجيع من أهلي وأقاربي وأساتذة التربية الفنية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، ثم توقفت في المرحلة الثانوية عن الرسم، وفي سكن الجامعة وبتشجيع من زميلي عُدت من جديد”، منوهًا بأنه يدرس هندسة كهربائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وتحدث الفنان المرهون عن بدايته في الرسم، مبينًا أنه بدأ يرسم في عمر مبكر، من خلال خربشات بالألوان الخشبية، وبعدها في المرحلة المتوسطة استخدم أقلام الرصاص إلى أن استخدم الوان الإكريلك على الكانفاس، وألوان السيراميك على الأكواب في بعض الأحيان.