أبغضُ الحلال

إن تفعيل لجان ذات البين تحت ظلال الجمعيات الخيرية واللجان المختصة، وأهل الحل والعقد من الوجهاء والحكماء وأهل التقوى أصبح ضرورةً ملحّة في المجتمع المعاصر.

لا تكاد تخلو أسرة واحدة من حالة طلاق أو أكثر لها ما يبررها أو ليس لها.

نحن لا ننفي – أبدًا – أن هناك بعض الحالات التي يكون فيها الطلاق رحمة على أطرافها بكل المقاييس؛ لكنها قليلة قياسًا بعدد الحالات غير المبررة.

نحن بحاجة ماسة لتفعيل دورات تأهيل المتزوجين في إدارة الحياة الزوجية وعلاج المشاكل فيها بحكمة وهدوء، وبيان دور بعض الجوانب أو العوامل المهمة والمساعدة في استقرار وديمومة العلاقات الزوجية وتنميتها.

ينبغي على أولياء الأمور الكرام والمقربين من طرفي الخلاف التقريب في وجهات النظر ما أمكن، والقيام بواجباتهم الشرعية والإنسانية بعيدًا عن العواطف التي تفسد البناء المقدس.

إن وضع الزيت على النارِ الذي يمارسه بعض الآباء أو الأمهات سيحرقهم بعد الانتهاء من حرق الطرف الآخر .

لا أحد منّا خارج عن دائرة الخطأ ولا منزّه عن الاشتباه؛ فالعصمة لأهلها.

إن الاستفادة من تجارب الآخرين وأخذها بعين الاعتبار ضرورة قصوى للغاية.

إن معرفة أسباب الطلاق المنتشرة ودراستها من قبل الجهات المختصة، والسعي لتجنبها؛ أمرٌ في غاية الأهمية لأنه يساعد على تجنب ما ينبغي تجنبه والاهتمام بما ينبغي الاهتمام به.

إن الدقة في الاختيار منذ البدء ضرورة يتغافل عنها الكثيرون فيقعون في المحظور، كما أن معايير القبول بالمتقدم للزواج ضرورة لا تقل عنها.

من المؤلم حقّا أن الطلاق منتشر بين أصحاب الشهادات العليا، وبين الموظفين والموظفات، وفي الطبقة المخملية الناعمة بشكل يفوق نطيره عند الطبقة البسيطة المتواضعة.

إن الأخطار الوخيمة للطلاق على طرفيه، وعلى ذريتهما، وعلى المجتمع، وتوابعها أكبر بكثير من حسابات الطرفين وتبقى مستمرة بامتداد الحياة؛ ولكن لا تشعرون.

إن ترطيب القلوب وشفافيتها واتساعها واتساع مدى التفكير والتبرير، والابتعاد عن النرجسية والغضب، ومعرفة الحقوق والواجبات والحدود، فضلًا عن الحب والأمن والسكينة والرعاية عوامل رئيسة لاستقرار العلاقات
الزوجية.

وللحقيقة وللتاريخ؛ (إذا صار العقدُ الشرعي رباطاً مقدّساً ذابت جُلُّ الخلافات أو كلها، وهانَتْ دونه الخطوب).



error: المحتوي محمي