كشفت اختصاصية لغة الجسد نرجس الجمعان أسرار لغة الجسد وذلك خلال الورشة التي قدمتها بتنظيم من جمعية البر بسنابس يوم الثلاثاء ٢١ سبتمبر ٢٠٢١، عبر الفضاء الإلكتروني بتطبيق الإنستقرام وحضوريًا.
وتناولت آل جمعان خلال الورشة عدة محاور أساسية، وهي؛ تعريف لغة الجسد، وقواعد لغة الجسد العامة، ومعرفة أسرار الابتسامة والعيون، وكيف نستفيد من لغة الجسد في حياتنا.
وعرفت لغة الجسد بأنها ما يصدر من الإنسان من حركات وإيماءات وتصرفات لا إرادية وقد تكون أحيانًا إرادية كتغيرات الوجه وحركات اليدين، وقالت: “قد تكون تلك الحركات ناتجة بهدف توصيل معلومة إلى طرف آخر، وقد تكون فاضحة للمشاعر الخفية فهي مثلها مثل أي لغة منطوقة”.
وأكدت أهمية لغة الجسد، مبينة أنها تدعم اللغة الشفاهية، وتؤكد معانيها، مشيرة إلى أنها تُدرس في المناهج الدراسية في دول العالم، وقالت: “تعتبر لغة الجسد أصدق من الكلمات، فبعضها تصدر بشكل عفوي وبغير وعي مثل حركة العين”.
ونوهت بأن لغة الإنسان تشمل ثلاثة عناصر أساسية منها الكلمات والتي تمثل ٧٪، ونبرة الصوت ٣٨٪، ولغة الجسد التي تمثل ٥٥٪، مفسرة ذلك بأن النسبة الكبرى تكمن في لغة الجسد وتتمثل في الحركات والإيماءات والعين وحركات اليدين والرجلين والابتسامة.
وقالت: “تظهر إيماءات الوجه ولغة الجسد في التعبير عن الأحوال التي يتعرض لها الإنسان مثل سوء الطقس أو الجوع”، مستشهدة على ذلك بدلالات قرآنية بيّنت لغة الجسد مثل قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: ٢٩] وغيرها من الآيات التي تتكلم عن لغة الجسد، وقالت: “فهنا في الآية أشارت إليه دون أن تتحدث إليهم أو تخبرهم
بذلك شفاهة”.
ولفتت إلى أن لغة الجسد مهمة ولها استخدامات كثيرة كموظف المبيعات الذي يجب عليه أن يلم بأسلوب العميل ليفهمه ويفهم غايته من خلال إيماءات الجسد، مبينة أن هناك عميلًا يأتي ليتعرف على البضاعة فقط دون شراء وعميلًا آخر يشتري، مضيفة أن لغة الجسد تستخدم في القضاء أثناء عقد المحاكمات، وفي التحقيقات مع المجرمين، وعند عقد الاجتماعات وعقد صفقات البيع، وأيضًا عند إلقاء المحاضرات وورش العمل، كما تستخدم في معرفة المشاعر الحقيقية لدى الآخرين أثناء التواصل الاجتماعي.
وذكرت الاختصاصية آل جمعان بعض القواعد المهمة لقراءة الجسد، مؤكدة على عدم التسرع بالحكم على الآخرين من خلال لغة الجسد، مبينة أنه قد يصدر شخص إيماءة معينة ولكنها – هذه الإيماءة – قد تكون ناتجة عن حالة مرضية، أو عادة اعتادها ذلك الشخص.
وقالت: “يجب على الاختصاصي الذي يتولى دراسة مثل هذه الحالة أن يدرسها بالخفاء احترامًا للخصوصية، ويجب عليه أيضًا أن يراعي أنهم أناس وليسوا حالات دراسية في مختبر”، مبينة أن المختص في علم لغة الجسد لا يغير ذلك الشخص ولكنه يمكنه تصحيح بعض السلوكيات له.
وأوضحت آل جمعان أن من أصدق الإيماءات في لغة الجسد لغة العيون لأنها ترسل رسائل غير ملفوظة وتعبر عن المشاعر والأفكار وأنها دقيقة للغاية فكل شيء يظهر في العين من مشاعر الفرح والغضب والحزن وقول غير الحق (الكذب) فتتسع حدقة العين عندما يشاهد الإنسان أمرًا يدهشه، وتضيق حدقة العين عندما يكون غاضبًا وفي حالة سلبية.
ولفتت إلى أن كل حركة في العين، تشير إلى مفهوم معين وقالت: “نظرة القوة والسيطرة بتقاسيم الجبين ثلاثة أقسام ويستخدمها كبار السن، والمربون، ورجال الأعمال، بينما النظرة الودية تكون عبر العين، وأسفل الذقن ثم تنظر إلى الأجزاء السفلى من جسم الشخص الآخر، فتختلف في النظر باللقاءات من قرب وبعد فالبقرب بين العينين والصدر، والبعد فيمين العينين وحتى أصل الفخد وأسفل، أما النظرة الجانبية ورفع الحاجبين فتعني إظهار الاهتمام والحب والألفة بين الشخص الآخر”.
وبينت أن إيماءات العين تُشير إلى معانٍ معينة في بعض الحالات فعندما يكبر بؤبو العين فهو يعبر عن سعادة وفرح، وعندما ينظر الشخص إلى جهة اليمين فذلك يدل على تذكر مشاهد وصور، وعندما يقول الكذب فهو ينظر إلى اليسار إلى الأسفل، وعند تذكر الكلام فهو ينظر إلى اليمين ومن ثم إلى الأعلى، وعندما ينظر إلى اليسار والأسفل فهو يكون في حوار مع النفس (سرحان) وعندما يتذكر مشاعر وأحاسيس فهو ينظر إلى اليمين والأسفل.
وأشارت إلى أن هناك ١٢ ابتسامة كابتسامة الانتصار، والمجاملة وغيرها، ففي الابتسامة غير الصادقة يبتسمون بأفواههم فقط فيتحرك الجزء السفلي كموظفين خدمة العملاء ومضيفة الطيران
وتوضح حركة الابتسامة المخفية التي تشكل حرف (u) تعبر عن القلق والحزن وانخفاض مستوى الثقة بالنفس.
وتناولت حركات اليد مبينة أنها تعبر عن استدلال معين كحركة اليد المفتوحة التي تدل على الصدق والولاء مثل حكاَّم الدول، والشهادة في المحكمة، وتظهر اليد بتشابك الأصابع وتداخلها دلالة على ضعف الشخصية والخوف، وتظهر بشكل قوس فهو شخص يملك أفكارًا وحلولًا ومستمع جيد.
وبيّنت أيضًا أن تقدم إحدى القدمين إلى الأمام يدل على أن العقل يوجه إلى الشيء الذي نريده كالسير مثلًا متجهين لأقرب مكان للخروج، بينما تقاطع الساقين يظهر إلى أشخاص لم نعرفهم جيدًا ويشير إلى نقص الثقة.
وتحدثث عن وضعية المجنيق مبينة أنها مقتصرة على الرجال فقط؛ عندما يتم وضع اليدين إلى الجانبين تكون اليدان خلف الرأس مباشرة ًوالمرفقان متجهين إلى الخارج فهي تدل على تخويف الآخرين، ووسيلة للإيحاء بموقف هدوء وعادة يستخدمها رئيس شركة أو منصب مرموق.
واختتمت ورشة العمل بالحديث عن الفائدة من لغة جسد الإنسان، مبينة أنها تكشف الطريقة التي يفكر بها المتحدث، ويمكنها أن تكسبه احترام الآخرين له، وتعطي إشارات تبين مدى استيعاب الشخص الذي نتحدث معه، كما يمكننا أن نستوعب الأساليب الأنسب التي يمكن أن نتفاعل بها مع الآخرين، وتقبّل الآخرين على ما تم طرحه فنعرف من خلال لغة الجسد انطباعات الآخرين في فهم أي موضوع.