اليوم الوطني 91.. نماء وسلام

أي دار تلك التي ينشدها الإنسان على وجه الأرض؟ هل هي تلك الدار التي تعيش حربًا ونزعات واضطرابًا في جميع قطاعاتها وحياتها؟ فلا ترى إلا قوميات، وأحزابًا، وتنظيمات، وصراعات، ولا تسمع فيها إلا أزيز الرصاص في صدرك، وفرقعات القنابل في دارك، وتحليق الطائرات فوق رأسك!

تلك الدار التي تلفها الأمراض الجسدية والنفسية والأخلاقية التي لا علاج لها. تلك الدار التي تقطعت فيها وشائج الأرحام وهجر الأب أبناءه، وفرت الأم من بيتها، وغادر الأبناء نحو عالم لا يعرف إلا لغة المال، وحب الشهوات، واللهو والمجون، ومصاحبة الشيطان؟

تلك دارهم أصبح آمنوها ببيت أوهن من بيت العنكبوت، يعشعش فيها الوهن، والخوف، والانطواء والهجران. تلك الدار التي ذاقت لباس الجوع والخوف من كثرة الصراعات والفوضى والخذلان. تلك الدار التي لا تزال في مرمى الإرهاب والضياع، هكذا دار ليست لنا بدار.

فداري -أيها الأحباب- أرض مباركة، قد حباها الله بأطهر بقعتين عظيمتين هما (مكة والمدينة). داري عُرفت بالأمن والأمان فنشر الله فيها كل خير وعزة وسلام. داري مهبط الأنبياء والأوصياء. داري قِبلة المسلمين في كل مكان. داري أصالة وعراقة منذ عصور الأنبياء، والعرب والخلفاء، والآل. داري زعامة، وقوة وعزم، وحزم، واقتصاد، وتقدم وتطور، ونماء. داري نشر المحبة والأخوة والسلام. داري دار الشريعة والسنة والقرآن. داري بقيادة محمد وسلمان.

هذه الدار التي يفخر الإنسان بالانتماء إليها، ويعتز بالسكن على ترابها، ويدافع عنها؛ لأنها مملكة القرآن والسلام، التي حباها الله بنعمه وفضله وخيرات حسان.

(91) واحد وتسعون عامًا تسارعت إليها خطوات التقدم والتطور والنماء، سعيًا نحو تحقيق رؤية 2030 بإذن الله، وإننا لنفتخر بهذا اليوم الذي تصادف فيه هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن وجار وصديق ومقيم، إذ توحّدت فيه مملكتنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين -أعزها الله- على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وبهذه المناسبة أرفع باسمي وباسم دوائر الأوقاف والمواريث في المملكة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين (حفظهما الله) وللشعب السعودي الكريم، التهنئة بمرر 91 عامًا على توحيد مملكتنا الغالية، والله أسأله أن يحفظها وولاة أمرها وشعبها من كل سوء إنه سميع مجيب الدعاء.



error: المحتوي محمي