من حلة محيش.. بـ98 صفحة.. الشيخ عبدالله اليوسف يسرد قصصًا واقعية تسيّد الطلاق فيها

دشن الشَّيخ الدّكتور عبدالله أحمد كاظم اليُوسف إصداره الجديد الذي حمل عنوان “حتى لا يقع الطلاق”، الصادر عن دار بسطة حسن للنَّشر والتَّوزيع بالقطيف.

وتناول اليُوسف في إصداره عدة محاور رئيسة، وهي: الطَّلاق أبغض الحلال إلى الله، والطَّلاق في أرقام، وأهم أسباب الطَّلاق، وحتى لا يحدث الطَّلاق، وإرشادات لما بعد الطَّلاق، وختم الكتاب بمُستخلصات ونتائج وملاحظات.

وأوضح أنَّه لوحظ في السنوات الماضية أنَّ رُبع حالات الزَّواج تنتهي بالطَّلاق في مُختلف مناطق المملكة، مُنوهًا بأنَّ المُعدل المُتوسط للطَّلاق في مُحافظة القطيف هو من حالتين إلى ثلاث حالات يوميًا.

وذكر في إصداره الذي جاء في 98 صفحة، عدد صُكوك الطَّلاق بحسب ما نشرته وزارة العدل السُّعودية في عدَّة سنوات والتي تشمل إحصائيات مُختلف مناطق المملكة؛ موضحًا: “وبلغة الأرقام فإنَّ رُبع حالات الزواج تنتهي بالطَّلاق فيها”.

فكر وكتب
وعن فكرة ولادة إصداره “حتى لا يقع الطَّلاق”، يُجيب اليُوسف بأنَّ موضوع الإصدار كان في البداية عبارة عن مُحاضرة ألقاها في مدينة سيهات في شهر رمضان الماضي 1442هـ عن الطَّلاق، فقام أحد الأشخاص بكتابتها، ثم جاءت فكرة تحويلها إلى كتاب وبعد ذلك أجريتُ عليها بعض التَّعديلات والإضافات وعمل الإحصائيات حتى صدر الآن الكتاب بحُلته القشيبة، لتعميم الفائدة حول هذا الموضوع الذي بدأ يُقلق المجتمع لزيادته على الحد الطبيعي.

وقال: “لا يخفى أنَّ موضوع الطَّلاق له الكثير من التَّداعيات الاجتماعية، ويُؤدي إلى توليد بعض المشاكل النَّفسية والأخلاقية والتَّربوية”.

التَّأمل علاج
وأوضح أن العنوان يُشير إلى أنَّ المدخل لمنع حُدوث الانفصال والطَّلاق بين الزَّوجين، تأتي أهميته من خلال تعزيز ثقافة العلاقات الزَّوجية السَّليمة، والوعي بعوامل ديمومة الحياة الزَّوجية، والحُرص الشَّديد على حفظ كيان العائلة والأسرة.

وأجاب عن سُؤال «القطيف اليوم»؛ أنَّ القارئ للعنوان “حتى لا يقع الطَّلاق”، يجد فيه فلسفة خاصة، وعليه ماهية المُعالجة من خلال ما يُثيره العنوان صُعودًا إلى مواضيعه؟ بأنَّ المُنطلق لهذا العنوان أنَّه لا ينبغي الاكتفاء بذكر أسباب ودوافع الطَّلاق؛ بل ينبغي التَّأمل والنَّظر لمعرفة ما يمنع الوصول إلى التَّفكير في الانفصال بين الزَّوجين.

وأكد على ضرورة علاج دوافعه وأسبابه، ومُعالجة أي مُشكلة تحدث بين الزَّوجين بحكمة وحنكة، مُشيرًا إلى أنَّ أكثر المشاكل والخلافات الزَّوجية يمكن مُعالجتها وحلها بالحوار والتَّفاهم.

ووضع في الكتاب عدة قواعد إيجابية لمنع حُدوث الطَّلاق، ومنها: تنمية الثَّقافة الزَّوجية والأسرية للزَّوجين، واتباع منهج المُرونة والتَّسامح بين الزَّوجين، وقيام شريك الحياة بالواجبات التي عليه، وأداء الحُقوق التي للطَّرف الآخر، والاحترام المُتبادل بين الزَّوجين، وحل الخلافات بالحوار والتَّفاهم الإيجابي، والمُلاطفة والمُفاكهة بين الزَّوجين، والتَّطوير والتَّجديد في الحياة الزَّوجية.

وتكلم عن الخيارات المُمكنة حتى لا يقع الطَّلاق والتي تأتي عبر بناء الحياة الزَّوجية على الحوار والتَّفاهم والصّدق والاحترام، وحل أية خلافات في بدايتها حتى لا تتراكم المشاكل والخلافات، وتتعقد الحياة بينهما، وغض الطَّرف عن الأخطاء البسيطة.

وأوضح أنَّه في حالة وُجود خلافات يجب عدم التَّسرع في الطَّلاق، وإنَّما اللجوء إلى مُصلح اجتماعي أو إحدى لجان إصلاح ذات البين لمساعدة الزوجين على حلّ الخلافات بينهما.

لم تتكلم.. فطلقها
وتحدث اليُوسف عن قصص واقعية كان الطَّلاق سيد الموقف فيها، لتغيب النَّظرة الحكيمة والوعي، وتصبح في أدراج الغياب، مناقشًا مسألة ذات أهمية من خلال إحدى هذه القصص الواقعية، عبر كتابة الشُّروط بين الزَّوجين وتدوينها في العقد، ومن أهمها: عدم مُطالبة الزَّوج بأكثر من المهر في حالة الطَّلاق الخلعي، وما يترتب على عدم ذكر هذا الشَّرط في الفقه الإمامي، كمُطالبة الزَّوج بمبالغ خيالية أو تعجيزية كي يُطلّق زوجته أو يُعلّقها، وغير ذلك من قضايا واقعية وقصص عن حالات الطَّلاق، ومنها: أن أحد الأشخاص طلّق زوجته؛ لأنَّها لا تتكلم معه، وتظل طوال الوقت صامتة!

ونصح الدّكتور اليُوسف الشَّباب والفتيات بعدم التَّسرع في اللجوء إلى الطَّلاق، والصَّبر والتَّحمل في حالة وجود بعض الخلافات الزَّوجية، والتَّفكير في الأطفال الذين عادة ما يكونون ضحايا للانفصال بين الزَّوجين، مؤكدًا على أن تُبنى الحياة الزَّوجية على أسس سليمة حتى لا يحدث الطَّلاق، وأن يكون للأهل دور إيجابي في الإصلاح والتَّفاهم بين الزَّوجين.

يذكر أن الشَّيخ الدّكتور عبدالله أحمد كاظم اليُوسف، مُنحدر من بلدة حلة محيش -الحلة- بمُحافظة القطيف اليوسف، ولد في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية سنة 1383هـ – 1964م، وبعد أن أنهى الدراسة في المدارس النَّظامية، توجه لدراسة العُلوم الشَّرعية في الحوزة العلمية عام 1402هـ، وصدر له – لحد الآن – 72 كتابًا، وله كتب أخرى قيد الطباعة، وقد اشتملت على حُقول فكرية ومعرفية متنوعة، ومنَّها: الفقه، والتَّاريخ، والفّكر والثَّقافة الإسلامية، والشَّباب والمرأة، والأعلام والتَّراجم، والاجتماع الإسلامي؛ وقد طُبع بعضها عدّة طبعات، وتُرجم بعضها إلى لغات عالمية مُختلفة، ووصلت اللغات المُترجمة لبعض كتبه إلى ثماني لغات عالمية، ومن هذه الإصدارات المُرتبطة أو القريبة من موضوع الطَّلاق، كتابه: العُنف الأسري، والمرأة في زمن مُتغير، وعشر قواعد لزَّواج ناجح، والشَّباب وثقافة الزَّواج، وكيف تتعامل مع أولادك المُراهقين؟.

يشار إلى أن اليوسف واحد من أبناء بلدة حلة محيش، عمل كباحث في شؤون الفكر الإسلامي المعاصر، وقضايا الشَّباب والمرأة، وحضّر دراسات عليا (بحث خارج) في عُلوم الشريعة الإسلامية بالحوزة العلمية، وحاصل على درجة الدُكتوراه في الفقه والمعارف الإسلامية عام 1432هـ – 2011م، وشارك في العديد من المُؤتمرات الفقهية والقُرآنية والعلمية والثَّقافية محليًا ودوليًا، وتُرجم له في العديد من كتب التراجم والأعلام، وكذلك في الكثير من مواقع الإنترنت التي تُعنى بترجمة السّير والأعلام، ونُشرت له العديد من الدّراسات العلمية والفكرية المُحكّمة في عدد من المجلات العلمية المُحكّمة في الوطن العربي، وصدر له أكثر من سبعين كتابًا في حقول فكرية ومعرفية مُتنوعة شملت: الفقه والتَّاريخ والفكر والثَّقافة الإسلامية والشباب والمرأة والأعلام والاجتماع الإسلامي.

أهم مؤلفاته المطبوعة هي: “الشباب هُموم الحاضر وتطلعات المُستقبل”، و”الشَّباب والثَّقافة المُعاصرة، و”خصائص الشَّباب”، و”المرأة في زمن مُتغير”، و”الشَّخصية النَّاجحة”، و”الصُّعود إلى القمة”، و”شرعية الاختلاف”، و”ثقافة العمل التَّطوعي”، و”أفكار في العمل التَّطوعي”، و”فلسفة الفكر الإسلامي”، و”العُنف الأسري: دراسة منهجية في المُسببات والنَّتائج والحُلول”، و”أخلاقيات الرسول الأعظم (ص)”، و”يسألونك عن القُرآن الكريم”، و”فقه النَّفقات الواجبة”، و”الاجتهاد والتجديد”.




error: المحتوي محمي