الاختصاصي النفسي الراشد: الأزواج الأذكياء عاطفيًا مُلهمون لبعضهم ويتميزون باللطف واللين

وصف الاختصاصي النفسي ناصر الراشد، الذكاء العاطفي بأنه قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين الذين يعايشهم، بما يحقق أكبر قدر من السعادة له ولهم.

وأكد “الراشد” أن كثيرًا من مشكلات الإنسان تحدث بسبب غياب مشاعر إيجابية أو ظهور مشاعر سلبية، وعدم قدرته على تنظيم واختيار المشاعر الصحيحة، مشيرًا إلى أن الذكاء العاطفي رابطة قوية بين الفكر والعاطفة، ويستطيع الإنسان اختيار أفضل ما يمكنه القيام به في اللحظة ذاتها وفي كل لحظة متجاوزًا رغبات وحاجات اللحظة السلبية، وقادرًا على توجيه فكره ومشاعره وسلوكه وفق نهج إيجابي.

وقال إن الذكاء العاطفي يعمل على حماية العلاقة الزوجية والتغلب على التقلبات التي يمكن أن يتعرض لها الزوجان، فالشخص الذي يمتلك ذكاءً عاطفيًا يفهم مشاعره بشكل جيد ومشاعر شريكه بطريقة صحيحة، ويستطيع حل المشاكل التي يمكن أن تقابلهما بكل سهولة، منوهًا إلى أن الوعي بالذات يجعل الفرد يُدرك أنه من يجب عليه أن يتغير وليس من هم حوله، وكذلك المرونة ومعرفته بهويته النفسية.

جاء ذلك من خلال المحاضرة التي نظمها مركز “سنا” للإرشاد الأسري، يوم الأربعاء 15 سبتمبر 2021م، تحت عنوان “الذكاء العاطفي في العلاقة الزوجية”، عبر حساب جمعية البر الخيرية بسنابس على “إنستجرام”.

وشارك “الراشد” الحضور بتمرين يوضح فيه أهمية الذكاء العاطفي، بالحديث عن موقف شخصي واجهه، والموقف الذي تمنى لو تصرف فيه بطريقة مختلفة.

وتناول مكونات الذكاء العاطفي الخمسة وهي؛ الوعي بالذات، وإدارة الذات، والتعرف على مشاعر الآخر، والتعاطف، والمهارات الاجتماعية، لافتًا إلى أن السلبية النشطة تأتي من توقعات غير واقعية والاندفاع والإنكار وخبرات سابقة من الماضي القريب أو البعيد، إضافةً إلى اليأس والإحباط.

وبين أن الذكاء العاطفي يجعل الفرد يتعاطى مع الخلافات في وجهات النظر بحكمة، وتدريب الذات على الإيجابية وتقبل النقد.

وأوضح أن من يمتلك الوعي بالذات يكون أكثر ثقة بنفسه وبقدراته ومرنًا وقادرًا على التكيف مع التغيير والتخلص من حالات التوتر، وفهم مشاعر الآخرين، وأكثر دراية بالحالات العاطفية للآخرين وردود أفعالهم.

ونوه إلى المهارات الاجتماعية التي تُعزز من الذكاء العاطفي ومنها؛ مهارة التواصل الإيجابي والتعبير عن المشاعر، والقدرة على حل المشكلات، ومهارة الضبط الانفعالي، مشيرًا إلى أن الأزواج الأذكياء عاطفيًا مُلهمون لبعضهم البعض، ويتميزون باللطف واللين والرفق.

وأضاف أنه عند إدارة الذات نجد أنفسنا قادرين على تحقيق أهدافنا ونتمتع بنشاط وحيوية، وواثقين بأنفسنا، وتُساعدنا أيضًا على تجنب إثارة الصراع والخلافات التي لا مبرر لها، ونكون قادرين على التعبير عن مشاعرنا وعواطفنا وأنفسنا بهدوء.

وتطرق إلى مرحلة الانتقال من معرفة الذات إلى الوعي بالآخر، لافتًا إلى أن تعريف الذكاء العاطفي عند “الفريد أدلر” أنه من المستحيل أن نفهم بعضنا البعض إذا كان الفرد منا لا يستطيع أن يشعر بمشاعر من يحدثه.

وذكر أن الوعي بالآخر يكسب الإنسان القدرة على المشاركة الوجدانية، متناولًا تطبيقات الذكاء العاطفي في العلاقة الزوجية، ووظيفة الذكاء العاطفي بإطالة العواطف الإيجابية والأنماط الإيجابية من التفكير.

وتحدث عن مؤشرات الذكاء العاطفي في العلاقة الزوجية، والتي من أبرزها التكوين العاطفي نحو الذات، والحساسية تجاه احتياج الآخر، والثقة بالنفس، وتوكيد الذات، وانخفاض مستوى النقد، وارتفاع مهارة التقدير، مستعرضًا خصائص المشاعر وآثارها إن كانت سلبية.



error: المحتوي محمي