الغيمة البيضاء

تمر تلك الغيمات بلونها الأبيض الذي لا يشوبه أي نقاط سوداء تقلل من نقاء بياضهم، يمرون لزرع الفرح واستقبال سقوط حبات المطر بقطرات تروي القلوب قبل ارتواء الزرع.

العلاقات الإنسانية كقطرات المطر نحتاجهم لتجديد العلاقات مع أنفسنا نسعد بالتواصل مع الآخرين، نكون كغيمة بيضاء تجلب الخير وننشر الابتسامات بأحاديث طيبة، نفتح نوافذ قلوبنا لمن حولنا نشاركهم اللحظة والفكرة، نمد الجسور لمن ابتعد ومن يستحق منا التواصل، نبدأ صفحة جديدة لمن أخطأ وقدم اعتذاره بنية صادقة عن جل أخطائه ووعد لعدم تكرارها.

فهنا تحضر أجمل الصور صور نبذ الأنانية والنرجسية وتقليص التفكير بالذات والتفكير بالآخرين بحدود قيمة الإنسان الذي يجب ألا يهان.

هنا أيضًا يحضر معنى الانتماء فالإنسان دون انتماء هو هامش ضائع يفتقد قيمة ومبررات وجوده الذي يتطلب منه التواصل مع الآخرين بحدود الاحترام.

كل فرد يحتاج للصفاء مع النفس والنقاء من الداخل لأنهما يمنحان الإنسان مساحة هائلة من الأريحية والأمان المطلوب للحياة وهذا لا يكون إلا بالتواصل الذي يمد بالقوة للبقاء واستشعار الروح الإنسانية بين أفراده.

وهنا على الإنسان تجاوز إشكالية المظاهر وعقدة الأنانية ليخرج من بحيرة محدودة المساحة إلى محيط شاسع من القيم التي تتبلور إلى أفعال لا إلى أقوال.

إذا السعادة يجب أن تكون مشاركة وألا تبنى على حساب الآخرين وهنا ستكون سعادة مسروقة وخادعة بلا قيمة إلا قيمة شعور يبنى لحظات ويهدم في لحظات وينتهي.

الإنسان يحتاج للحظات فرح تبقى ذكراها بقوة نبضات قلب حنون يهطل بمشاعر راقية كغيمة بيضاء تهطل مطر الخير.

هناك أبواب كثيرة للسعادة منها العطاء الذي لا ينضب كلمة طيبة، حديث جميل فكم هم الأشخاص الذين ينتظرون ذلك لبث التفاؤل لحياتهم وزرع ابتسامات فرح ورضا، إذًا الهدف الأسمى محاولة زرع الفرح بمسار الطرق كزرع الورود بين حواف الأزقة والطرقات ونشر الجمال بألوانها الخلابة.

ومن عدالة الحياة وجمال معانيها أن السعادة ترتبط بالإحساس ذلك الشعور البهي وليس بالمادة فبقدر ما تمنح السعادة للآخرين يعود عطاؤها عليك لتمنحك السلام الداخلي والراحة النفسية، ومن آثار السعادة تمحو غربة الذات وتبث الثقة في النفس الواثقون بأنفسهم هم الذين يتصالحون مع ذواتهم لأنهم أصحاب عطاء بروح إيجابية.

وأخيرًا ما يحتاجه الآخرون منا ليس كثيرًا فباستطاعتنا صنعه فمعظم من حولنا ينتظر منا الكلمة الجميلة فلها مفعول السحر، ينتظرون العطاء وهنا كان بسيطًا فتأثيره يلامس المشاعر ويبهجها.

فكونوا غيمة بيضاء تملأ القلب راحة وتعطي الروح سعادة.



error: المحتوي محمي