في رثاء الفقيد الراحل أمين آل هاني
الكون هلل راثيا لوفاكا
و تكحلت أجفانه بنداكا
و انساب من ساجي فؤادك سلسل
يسقي العلا متوضئًا بسناكا
و تلت دماؤك سورةَ القدر التي
صلت سلامًا في رفيف جواكا
ألقت عليك الأمسياتُ أنينها
و ترملت تبكي الفدا بأذاكا
فصدحت بالأذكـار بوح متيم
قـد ذابت الأسحـار في نجــواكا
ضجت غصونك حين باغتها الردى
فإذا الإباء مطرزٌ بشذاكا
و إذا الكرامة يصطفيك شراعها
و رجاؤها المثكول في مرساكا
و إذا النجيع على ضفافك مسجد
سبحاته صاغت خشوع مداكا
و منابر القرآن أحنّى ضلعها
رزء تضرم من غروب علاكا
حاكت من الآلام ثوب صبابة
و تكفنت أشواقها بثراكا
ومجالس التأويل تزجي ندبة
ضجت محاجرها بشـجو رثاكا
ما كنت للتنزيل خادم آيه
إلا تنفس بالتقى لرؤاكا
متبتلأ يهب الوجود هداية
لبت مشاعره نقي دعاكا
و سكبت للإحسان شهد مروءة
تزهو بتحنان للثم رباكا
و رصفت للإبداع جسر فضائل
تسخو بفيض من نبوغ هداكا
مهج القطيف تمزقت لمصابه
تنعى عطاءً ضافيًا بحياكا
يا آل هــانيْ للمدبر أمركُم
أهدابنا احتضنت حنين لظاكا
أ أمين و الآمال عهــد رسالة
ترنو الشفاعة من دموع ضياكا
صبرًا على الخطب الجليل فإنه
عرس الشهادة يزدهي بدماكا