من التوبي.. «آخر سبب للنزول» تهدي «علي الشّٓيخ» المركز العاشر في «مراقي المُجتبى ع» بالعراق

أهدت قصيدة “آخر سبب للنزول” الشَّاعر علي مكي الشيَّخ، المركز العاشر في مُسابقة مراقي المُجتبى “ع” للقصيدة العمودية الأولى بجمهورية العراق في مدح حفيد النَّبي مُحمد “ص” الإمام الحسن المُجتبى (ع)، التي أقامتها العتبة العباسية بقسم الشّؤون الفكرية والثَّقافية بالتَّعاون مع جامعة العميد ضمن فعاليات المُؤتمر العلمي السَّنوي السَّابع لفكر الإمام الحسن (ع) من 6 -7 صفر 1443هـ، تحت شعار ” المجتبى الوصي الكريم والسبيل القويم”، وأعلنت نتائجها عصر يوم الاثنين ٦ صفر ١٤٤٣هـ في كربلاء.
وكان “الشيّٓخ” ضمن عشرة شُعراء من مُختلف دول العالم تأهلوا للتّٓصفيات النّهاىية للمُسابقة، ليحصل على مُكافأة مالية قيمتها ١٠٠٠٠٠٠ دينار عراقي.
وتعد المسابقة جزءًا من نهج العتبة العباسية الذي انتهجته من أجل رفد السّٓاحة الشّٓعرية وإغنائها بالنّٓتاج الرّٓصين، وتمثيله على أرض الواقع من خلال دفع المختصين في مجال الشّٓهر العمودي إلى الإسهام في هذه المُسابقة الشّعرية، وخلق مُنافسة شعرية عالية المُستوى لبيان سيرة حفيد المُصطفى الإمام الحسن المُجتبى “ع”.
وكان من أبرز شُروط الالتحاق بالمسابقة؛ أن لا يكون النَّص الشّعري قد شارك في مُسابقات أخرى، وأن يُشارك المُتسابق بنص شعري واحد فقط، يُراعي فيه عدم الخُروج عن العمود الخليلي، وشُروط العروض العربية، وأن لا يتجاوز عدد أبيات القصيدة على 60 بيتًا، واستعمال اللغة العربية الرصينة، والتَّركيبة الشّعرية العميقة التي تصلح أن تكون همزة الوصل بين الشّعر القديم، والشّعر الحديث.

نتائج مسابقة مراقي المجتبى العالمية التي أقيمت في العراق بتنظيم من العتبة العباسية المقدسة وجامعة العميد:
الأول: ناصر زين
الثاني: خليل الحاج فيصل
الثالث:  مضر الألوسي
الرابع:  خالد الحسن
الخامس: حيدر عبد الصاحب
السادس: السيد أحمد العلوي
السابع: حسين علي رهيف
الثامن: محمد باقر جابر
التاسع: مسار رياض
العاشر مكرر: ليث الحسني/ علي الناصر/ حمزة عبادي/ دكتور أحمد الخيال/ حسن سامي العبد الله/ حميد العسكري/ علي مكي الشيخ.

آخر سبب للنزول..

■مفتتح
سيدي..أيها السبط الأكبر
سلام على منز الألوهة وهو يؤرجحك بين بياض النبوة وفضاء الإمامة..
سلام على رائحة العرش التي تملأ رئتك باليقين.
سلام على نفحات الغيب التي تتسلل إلى صلواتك العارحة لسدرة المنتهى..
فامنح ..نمير هديك للظامئين بشوق المعرفة بك ..
سيدي
وأنت تعجن قمح الطهارة بماء الأبد ..فيتخلق بشرا سويا..
ما أرق تنور هواك..وما أشهى رغيف مناجاتك..
لبابك تجثو آمال عاشقيك فافتح لها أكاليل ضوئك لتستنير بوميض عطفك ووهج ذكرك..
يا عذوبة الكوثر..ومساغ فرات الحقيقة..

 

غافلت ذاكرة الغياب لأذكرك
ومن القليل منحت بعضي أكثرك

وفتحتني لغزا..يؤول ظله
لغز..وظل العرش شاء وفسرك

قبل ابتكار الضوء وهو معبأ
بالله.. كان الله غيبا صورك

واستغفرتك رؤى الخطيئة آدما
ومنحت”حواء” المدى فاستغفرك

ثغر النبوة مذ تقاسمك الهوى
قبلا..توارثك الجلال وأسكرك

سبب النزول.. بأن جفنك غفلة
بجناح جبريل..فماذا أخبرك!!

ألئن في فمك الكلام..مراوغ
قد صغت من صمت البلاغة عنصرك!!

في مسند الكلمات أنك معجم
وحديث”قال الله” صحح مصدرك

ألئن في فمك الرسول وشاية..
وقميص رحلته استفاق ليبصرك

راوي الحديث ..إذا تلعثم ربه
نسي الصدى أشياءه وتذكرك

من فكرة دعكت عيون مسائها
كم حاولت في ليلة أن تسهرك

قرأتك في “الماعون” وهو مسرب
لفم الفقير..وكان جوعك أتمرك

في “قل تعالوا” كنت قافية المدى
وسديم أضلاع القصيدة شجرك

لمحوك في جفن البتول مزملا
وحيا .. و “طه” بالنبوة دثرك

في “التين والزيتون” طينك ساجد
كالريح..إذ تمشي تعانق بيدرك

“وقل اعملوا”خبأت في أكمامها
لوحا/نبيا/شاهدا/قد أبصرك

و”بإنما” فصلت قمصان الهوى..
حيث ارتداك قميص ربك طهرك

لو خبؤوك..رأوك أول “يوسف”
في بئره..دلو المسافة أنهرك

لو فتشوك..رأوك أول “هدهد”
قد جئت من “سبأ” بشك أبهرك

في المهد كنت “مسيح” ذاكرة الهوى
لم يصلبوك..فجذع ظلك حررك

شاغبت أسئلتي وجئتك غارقا
عدما..أحاول أن ألخص أسطرك

” إلا المودة” نكهة عربية
صبت على شفة الصبابة سكرك

فنجان قهوتها..قصيدة شاعر
مازال يختبر المجاز ليعبرك

يا أول النسخ القديمة صاغها
ظمأ الفراغ..فصرت تشبه حيدرك

“ياسين” “والقلم” الذي بيمينه..
قد حك جلد الأنبياء ليظهرك

بعض الكلام يظن أنك صمته…
بعض الكلام إذا اشتهاك تأزرك

تتستر اللحظات..حين تمر بي
وأنا.. أرقع في المسافة كوثرك

“ريحانتاي” تلفتت لرحالها
ساعي البريد بها استدار وكررك

كانت على شفة الزمان شهية
يشتاقها ملك كريم..أكبرك

وبها النبي..أجاد حين أجادها
وكما تزرر حصرها..قد زررك

المجتبى..وتوحدت فيك الرؤى
ساويت أرغفة اليتيم ومنبرك

“إني أراني”..خلف صمت قصيدتي
نصف اشتباه الوهم لحظة حيرك

فبحق جودك..لن أبيع خسارتي
بخسارة العدم الذي..لن يخسرك

ها..صب لي قدحا يمارس رغوتي
واملأ فراغي بالفراغ لأنظرك

لا شيء يحتمل النهاية في الهوى
مازال يجمعنا..الغناء المشترك

ولقد سمعت حديث جدك..قائلا
غافلت ذاكرة الغياب..لأذكرك

أبو الحسن



error: المحتوي محمي